2014-11-12 14:03:00

في مقابلته العامة البابا فرنسيس: خدمة الكهنوت عطيّة محبة الله


أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء لقد رأينا في التعليم السابق كيف يتابع الرب رعاية قطيعه من خلال خدمة الأساقفة ومساعدة الكهنة والشمامسة. فمن خلالهم يحضر يسوع، وبقوة روحه يستمر في خدمة الكنيسة وتغذية الإيمان والرجاء وشهادة المحبة فيها. هؤلاء الخدمة يشكلون إذًا عطية الرب الكبيرة لكل جماعة مسيحية وللكنيسة بأسرها كعلامة حيّة لحضوره ومحبته. واليوم، نريد أن نسأل أنفسنا: ماذا يُطلب من خدمة الكنيسة هؤلاء لكي يعيشوا خدمتهم بشكل حقيقي وخصب؟

تابع البابا فرنسيس يقول: في الرسائل الراعوية التي وجهها لتلميذيه تيموتاوس وطيطس يتوقف القديس بولس الرسول بشكل خاص عند صورة الأساقفة والكهنة والشمامسة، وإنما أيضًا عند صورة المؤمنين والمسنين والشباب، فيقدّم وصفًا لكل مسيحيٍّ في الكنيسة محددًّا للأساقفة والكهنة والشمامسة دعوتهم والصفات التي ينبغي أن يتحلى بها أولئك الذين اختيروا لهذه الخدمة. لكن، وبالإضافة إلى المواهب المتعلقة بالإيمان والحياة الروحية والتي لا يمكن إهمالها يعدد أيضًا بعض المزايا البشريّة وهي: القبول والاتزان، الصبر والوداعة والأمانة وطيبة القلب. هذه هي الأبجدية والقواعد الأساسية لكل خدمة! وينبغي أن تكون قواعد الأساس لكل أسقف وكاهن وشمّاس. نعم، لأنه بدون هذا الاستعداد الجميل والحقيقي للقاء الإخوة والتعرف بهم والحوار معهم، لتقديرهم والتواصل معهم باحترام وصدق، لا يمكننا أن نقدم خدمة وشهادة فرحتين وصادقتين.

أضاف الحبر الأعظم يقول: ومن ثمَّ، هناك موقف أساسي يوصي به القديس بولس تلاميذه وبالتالي جميع الذين ينالون هذه الخدمة الراعوية أكانوا أساقفة أو كهنة أو شمامسة، ويحثهم الرسول ليعزّزوا على الدوام الموهبة التي نالوها (راجع ١تيم ٤،١٤؛ ٢ تيم ١،٦). وهذا يعني أنه ينبغي أن يبقى اليقين حيًّا فينا على الدوام بأننا أساقفة وكهنة وشمامسة ليس لأننا أذكى وأفضل من الآخرين وإنما بقوة عطية المحبة التي نلناها من الله بقوة روحه القدوس من أجل خير شعبه. وهذا اليقين مهم جدًا ويشكل نعمة ينبغي أن نطلبها يوميًّا! في الواقع، إن الراعي الذي يعي أن خدمته تفيض فقط من رحمة الله ومحبته لا يمكنه أن يتبنى موقف تسلُّط كما ولو أن الجميع هم في خدمته وأن الجماعة ملكًا له ومملكته الخاصة.

إن اليقين بأن كل شيء هو عطية وكل شيء هو نعمة، تابع البابا فرنسيس يقول، يساعد الراعي أيضًا لكي لا يقع في تجربة أن يضع نفسه في محور الاهتمام ويتّكل على نفسه فقط، وهذه هي تجارب الغرور والكبرياء والاكتفاء الذاتي! الويل إذًا للأسقف والكاهن والشماس الذين يعتقدون بأنهم يعرفون كل شيء، ويملكون الأجوبة المناسبة لكل شيء، وليسوا بحاجة لأحد. ويقينًا منه بأنه هو أولاً، موضوع رحمة الله ومحبته ينبغي على خادم الكنيسة أن يكون على الدوام متواضعًا ومتفهمًا تجاه الآخرين، ومع العلم بأنه قد دُعي للحفاظ بشجاعة على وديعة الإيمان (راجع ١تيم ٦،٢٠) فليضع نفسه أيضًا في موقف إصغاء للناس. فهو يدرك، في الواقع، أن هناك على الدوام شيئًا ما يمكنه تعلمه حتى من أولئك الذين لا يزالون بعيدين عن الإيمان والكنيسة.

وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول: أيها الأصدقاء الأعزاء ينبغي علينا على الدوام أن نشكر الرب لأنه من خلال شخص الأساقفة والكهنة والشمامسة وخدمتهم يستمر في قيادة كنيسته وبنيانها ويجعلها تنمو في القداسة. وفي الوقت عينه، ينبغي علينا أن نتابع الصلاة لكي يكون رعاة جماعاتنا صورة حيّة لشركة الله ومحبّته.

وفي ختام مقابلته العامة حيا الأب الأقدس المؤمنين بلغات عديدة وفي تحيّته للحجاج الناطقين باللغة الإسبانية عبّر الحبر الأعظم عن قربه الروحي من الشعب المكسيكي في هذه المرحلة الأليمة لاسيما من عائلات التلاميذ الذين قتلوا في إيغوالا وقال: إن ما جرى يظهر لنا بوضوح واقع الإجرام المأساوي الذي يختبئ وراء الإتجار بالمخدرات، وأضاف أنا قريب منكم ومن عائلاتكم.

تابع الأب الأقدس يقول: نحتفل في هذه الأيام بالذكرى الثلاثين لتوقيع معاهدة السلام بين الأرجنتين وتشيلي. إن الحدود أصبحت واضحة وهذا قد تحقق بفضل الحوار، وبالحوار وحده يمكن أن تُحل الأمور وبالتالي أتوجه بامتنان كبير للقديس يوحنا بولس الثاني وللكاردينال ساموريه اللذين قاما بالكثير من أجل تحقيق هذا السلام. وختم البابا فرنسيس بالقول: أتمنى أن تتمكن جميع الشعوب التي تعيش خلافات من أي نوع كانت أن تتشجّع لحلّها على طاولة الحوار وليس من خلال قساوة الحرب ووحشيتها.     








All the contents on this site are copyrighted ©.