2014-11-09 13:21:00

البابا فرنسيس: نحتاج لجسور لا لجدران


تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين غصت بهم ساحة القديس بطرس، ووجه كلمة ذكّر فيها بسقوط جدار برلين وقال: لخمس وعشرين سنة خلت، وفي التاسع من تشرين الثاني نوفمبر من العام 1989، سقط جدار برلين الذي قسم المدينة لفترة طويلة، وكان رمزا للانقسام الإيديولوجي لأوروبا والعالم بأسره. وأضاف الأب الأقدس أن سقوط الجدار قد حدث فجأة، لكن ذلك حصل بفضل التزام طويل وشاق لأشخاص كثيرين ناضلوا وصلّوا وتألموا، وبعضهم حتى التضحية بالحياة. ومن بين هؤلاء، لعب البابا القديس يوحنا بولس الثاني دورًا رياديا. وتابع الحبر الأعظم: لنرفع الصلاة، كيما وبمعونة الرب وتعاون جميع الناس ذوي الإرادة الطيبة، تنتشر دوما وأكثر فأكثر ثقافة اللقاء، القادرة على إسقاط كل الجدران التي لا تزال تقسم العالم، وكي لا يحدث أبدا أن يُضطهد ويُقتل أشخاص أبرياء بسبب إيمانهم ودينهم. فحيث هناك جدار، هناك انغلاق القلب! هناك حاجة لجسور لا لجدران!

كما وذكّر البابا بالاحتفال هذا الأحد في إيطاليا "بيوم الشكر" ويتمحور هذه السنة حول موضوع "تغذية الكوكب. طاقة للحياة" في إشارة لمعرض ميلانو عام 2015. وقال الأب الأقدس إنه يتحد مع الأساقفة آملا بالتزام متجدد كيلا يفتقر أحد للطعام اليومي الذي يعطيه الله للجميع. وعبّر عن قربه من عالم الزراعة وشجع على زراعة الأرض بطريقة مستدامة متضامنة.

هذا وكان البابا فرنسيس قد وجه كلمة قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي استهلها بالقول إن ليتورجية اليوم تذكّر بتكريس بازيليك اللاتيران، أي كاتدرائية روما التي يصفها التقليد "بأم جميع كنائس المدينة والعالم"، وأكد أن كل مرة نحتفل فيها بتكريس كنيسة، نتذكّر حقيقة جوهرية، ألا وهي أن الهيكل المادي المصنوع من الحجارة هو علامة الكنيسة الحيّة والعاملة في التاريخ، أي ذاك "الهيكل الروحي" الذي وكما يقول بطرس الرسول في رسالته الأولى (2، 4 ـ 8)، إن المسيح نفسه هو"الحجر الحي الذي رذله الناس فاختاره الله وكان عنده كريما". وتوقف البابا فرنسيس بعدها عند إنجيل اليوم وقال إن يسوع وعندما تكلم عن الهيكل، أعلن حقيقة مذهلة، أي أن هيكل الله ليس فقط البناء المصنوع من الحجارة، بل هو جسده من حجارة حية. وأكد الأب الأقدس أيضا أنه بقوة المعمودية، فإن كل مسيحي هو جزء من "بنيان الله" ( 1 قورنتس 3، 9)، وأشار إلى أن الكنيسة ومنذ بدء حياتها ورسالتها في العالم، لم تكن إلا جماعة مؤسسة لتعلن الإيمان بيسوع المسيح ابن الله وفادي الإنسان، إيمان يعمل في المحبة. وأكد البابا أن الكنيسة مدعوة اليوم أيضا لتكون في العالم الجماعة التي، وإذ متجذرة في المسيح بواسطة المعمودية، تعلن الإيمان به بتواضع وشجاعة، وتشهد له في المحبة. فالمحبة ـ قال البابا فرنسيس ـ هي التعبير عن الإيمان، كما أن الإيمان هو أساس المحبة.

وفي ختم كلمته، أشار الأب الأقدس إلى أن الاحتفال بعيد تكريس بازيليك اللاتيران يدعونا للتأمل بشركة كل الكنائس ويحثنا على الالتزام كي تتمكن البشرية من أن تتخطى العداوة واللامبالاة، وتبني جسور تفاهم وحوار، لتجعل من العالم كله عائلة شعوب متصالحة بين بعضها البعض، أخوية ومتضامنة. والكنيسة نفسها هي علامة لهذه البشرية الجديدة عندما تعيش وتنشر بشهادتها للإنجيل، رسالة رجاء ومصالحة لجميع البشر. 








All the contents on this site are copyrighted ©.