البابا فرنسيس: في الافخارستيا نلتقي بيسوع الحيّ وندخل بشركة مع إخوتنا في الإيمان

لمناسبة الاحتفال بعيد جميع القديسين تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها: بالاحتفال بعيد جميع القديسين وتذكار الموتى المؤمنين تعيش الكنيسة التي تحج على الأرض وتُعبّر من خلال الليتورجيّة عن الرابط الروحي الذي يجمعها بالكنيسة السماوية. واليوم نرفع التسبيح لله من أجل أجواق القديسين والقديسات: رجال ونساء عاديّون وبسطاء، أحيانًا "آخرون" بالنسبة للعالم ولكنهم "أوّلون" بالنسبة لله. في الوقت عينه نتذكر أمواتنا الأعزاء بزيارة المدافن: إنها لتعزية كبيرة أن نفكّر بأنهم في السماء بصحبة العذراء مريم والرسل والشهداء وجميع القديسين والقديسات.

تابع البابا فرنسيس يقول: يساعدنا عيد اليوم للتأمل بحقيقة جوهريّة للإيمان المسيحي الذي نعلنه في قانون الإيمان وهي شركة القديسين. إنها الشركة التي تولد من الإيمان وتجمع كلُّ الذين ينتمون للمسيح بقوّة المعموديّة. إنها اتحاد روحي لا ينتهي بالموت بل يستمر في الحياة الثانية، في الواقع هناك رابط لا ينحلّ بيننا نحن الذين نعيش في هذا العالم ومن عبروا عتبة الموت، ومعهم نشكل عائلة كبيرة.

أضاف الحبر الأعظم يقول: هذه الشركة الرائعة بين الأرض والسماء تتمُّ بشكل عميق في الليتورجية، وخصوصًا في الاحتفال بالافخارستيا التي تُعبِّر وتحقق الاتحاد الأكثر عمقًا بين أعضاء الكنيسة. في الافخارستيا، في الواقع، نلتقي بيسوع الحيّ وبقوته، وبواسطته ندخل بشركة مع إخوتنا في الإيمان: أولئك الذين يعيشون معنا على الأرض والذين سبقونا إلى الحياة الثانية تلك التي لا نهاية لها. إن حقيقة هذه الشركة تملؤنا بالفرح: ما أجمل أن يكون لدينا العديد من الإخوة والأخوات في الإيمان يسيرون إلى جانبنا ويعضدوننا بمساعدتهم ويسيرون معنا الدرب عينها نحو السماء. ويعزينا أن نعرف أن هناك إخوة آخرون قد بلغوا السماء وينتظروننا ويصلون من أجلنا لكي نتمكن أن نتأمل معًا إلى الأبد وجه الآب المجيد والرحوم.

تابع الأب الأقدس يقول: وفي جماعة القديسين الكبيرة، أراد الله أن يحفظ المكان الأوّل لأم يسوع؛ مريم هي محور شركة القديسين وحارسة لعلاقة الكنيسة الجامعة بالمسيح. ولمن يريد إتباع يسوع على درب الإنجيل، فهي المرشد الأكيد والأم المتنبّهة التي يمكن أن نكل إليها كل رغبة وصعوبة.

وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، حيّا الأب الأقدس المؤمنين وقال: تحدثنا الليتورجية اليوم عن مجد أورشليم السماوية. أدعوكم للصلاة لكي تكون المدينة المقدّسة – العزيزة على اليهود والمسيحيين والمسلمين والتي شهدت خلال هذه الأيام توترات عديدة – على الدوام علامة للسلام الذي يريده الله للعائلة البشرية بأسرها. وأضاف البابا فرنسيس يقول: اليوم في فيتوريا في اسبانيا سيتم تطويب الشهيد بيدرو أسوا مينديّا، كاهن متواضع وفقير، بشّر بالإنجيل من خلال قداسة حياته والتعليم المسيحي والتزامه تجاه الفقراء والمحتاجين. ألقي القبض عليه وعُذب وقُتل لأنه بقي أمينًا للرب والكنيسة. يشكل هذا الطوباوي لنا مثالاً رائعًا للثبات في الإيمان وللشهادة في المحبة.

تابع الأب الأقدس يقول: سأزور عصر اليوم مدافن الفيرانو في روما للاحتفال بالذبيحة الإلهيّة، وسأتحد روحيًا مع جميع الذين سيزورون المدافن في هذه الأيام حيث يرقد أمواتهم في مدافن العالم أجمع. أتمنى لكم جميعًا عيدًا سعيدًا بالفرح لإنتمائنا إلى عائلة القديسين الكبيرة!