2014-10-31 14:18:00

البابا فرنسيس: جسد المسيح هو الجسر الذي يُقرِّبنا من الله


"هناك مسيحيّون يُهملون البرَّ لانشغالهم في تطبيق الشريعة ومسيحيّون آخرون يحققون ملء الشريعة بعيشهم للمحبة" حول هاتين الفئتين من المسيحيين تمحورت عظة الأب الأقدس في القداس الإلهي الذي ترأسه صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم من القديس لوقا والذي نقرأ فيه: "دَخَلَ يسوع، يَومَ السَّبتِ، بَيتَ أَحَدِ رُؤَساءِ الفِرِّيسِيِّينَ لِيَتَناوَلَ الطَّعام... وإِذا أَمامَه رَجُلٌ بِه اسْتِسْقاء، فقالَ يَسوعُ لِعُلَماءِ الشَّريعَةِ ولِلفِرِّيسيِّين: "أَيَحِلُّ الشِّفاءُ في السَّبتِ أَم لا؟" فلَم يُجيبوا بِشَيء. فأَخَذَ بِيَدِه وأَبرأَه وصرَفَه". قال الحبر الأعظم: لقد صمت الفرّيسيّون أمام الحقيقة كعادتهم، ولكنهم كانوا يتذمرون فيما بينهم ويبحثون عن طريقة للإيقاع بيسوع. فيسوع كان يوبخهم لأنهم كانوا يُهملون البرَّ ليطبّقوا الشريعة بحرفيتها.

تابع البابا فرنسيس يقول: لقد كان هذا التعلُّق بالشريعة يبعدهم عن عيش المحبة والعدالة، يهتمون بالقوانين والشرائع ويُهملون البرَّ والمحبة. ولذلك كان يسوع يوبخهم ويدعوهم بالمرائين. لأنهم كانوا أشخاصًا منغلقين، يطبّقون الشريعة بحرفيّتها ويغلقون أبواب الرجاء والمحبة والخلاص... لكن مسيرة الأمانة للشريعة تمرّ عبر المحبة والبرِّ كما يقول لنا القديس بولس في الرسالة إلى أهل فيليبي: "وما دُعائي إلا أن تزداد محبَّتُكم معرفةً وبصيرة زيادةً مُضاعفة فلا يخفى عليها شيء وتُميّزوا الأفضل لتُصبحوا أطهارًا لا لوم عليكم في يوم المسيح، حاملين أحمالاً من ثمر البرِّ".

هذه هي الدرب التي يعلّمنا إياها يسوع، تابع الحبر الأعظم يقول، وهي مختلفة تمامًا عن درب علماء الشريعة، إنها درب المحبة والبرّ وهي تقودنا إلى الله، أما تلك الدرب الأخرى، درب التعلق الحرفي بالشريعة فهي تقود إلى الانغلاق والأنانيّة، نحو قداسة المظاهر ولذلك كان يسوع يُنبّه الجموع قائلاً: "إسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم!". أما الدرب التي تقود من المحبة نحو المعرفة والبصيرة، فهي تقودنا نحو القداسة لنصبح أطهارًا لا لوم علينا في يوم المسيح " حاملين أحمالاً من ثمر البرِّ".

أضاف الأب الأقدس يقول: إنهما دربان مختلفتان، وتصرفات يسوع الصغيرة تُفهمنا أيهما هي درب المحبة، فيسوع يمسكنا بيدنا ويشفينا، هو يأتي إلينا ويقترب منا وهذا القرب هو العلامة بأنَّنا نسير في الدرب الصحيح، لأن الله اختار القرب ليخلّصنا، لقد اقترب منا وتجسد وصار إنسانًا مثلنا. أخذ جسدنا وجسده هو علامة البرّ الحقيقيّ، فالله تجسّد وصار إنسانًا مثلنا ليخلصنا وليقول لنا إنه علينا نحن أيضًا أن نقترب من الآخرين ونصبح مثلهم لنساعدهم.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: إن جسد المسيح هو الجسر الذي يُقرِّبنا من الله، وفي جسد المسيح هذا تجد الشريعة ملأها، لأنه بذله من أجلنا. فليساعدنا إذًا مثال يسوع هذا في المحبة وليحفظنا لكي لا نقع أبدًا في الأنانية والرياء!        








All the contents on this site are copyrighted ©.