2014-10-30 14:32:00

البابا فرنسيس يستقبل وفدًا من المؤتمر الدولي لأساقفة إتّحاد أوترخت


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان وفدًا من المؤتمر الدولي لأساقفة إتّحاد أوترخت وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال: يصادف هذا العام الذكرى الخمسين لصدور القرار المجمعي في الحركة المسكونيّة الذي افتتح مرحلة جديدة في العلاقات المسكونيّة والالتزام في البحث من أجل وحدة تلاميذ المسيح.

تابع البابا فرنسيس يقول: إن كنا، من جهة، نفرح في كلّ مرّة نقوم بها بخطوات جديدة نحو شركة إيمان وحياة أكثر ثبات، فمن جهة أخرى نحن نحزن لرؤية الخلافات الجديدة التي ظهرت في ما بيننا عبر السنين، مشيرًا إلى أن المسائل الكنسيّة واللاهوتية التي رافقت هذا الانقسام قد أصبح تخطيها الآن أكثر صعوبة بسبب الاختلاف حول المواضيع المتعلّقة بالكهنوت والتمييز الخلقيّ.

أضاف الحبر الأعظم يقول: إن التحدي الذي ينبغي علينا أن نواجهه معًا هو المثابرة في حوار لاهوتي جوهري ومتابعة السير والصلاة والعمل معًا بروح ارتداد وعودة عميق إلى ما يريده المسيح لكنيسته وأشار إلى أن سنوات الانقسام هذه لم تخلُ من الخطايا والنواقص البشريّة من قبل الجانبين، وبالتالي تابع الأب الأقدس يقول: ينبغي علينا بروح مغفرة وتوبة متواضعة أن نعزز رغبتنا بالمصالحة والسلام، فالمسيرة نحو الوحدة تبدأ بتحوّل القلب وبتوبة داخليّة. إنها رحلة داخليّة من اللقاء إلى الصداقة، ومن الصداقة إلى الأخوة، ومن الأخوّة إلى الشركة، وبالتالي ينبغي علينا أن نكون دائمًا مستعدّين لنصغي ونتبع إلهامات الروح القدس الذي يرشدنا إلى الحقّ كُلِّه (راجع يوحنا 16، 13).

بعدها تحدث البابا فرنسيس عن الأطر العديدة التي يمكن التعاون والعمل من خلالها للإجابة على الأزمة الروحية العميقة التي تضرب الأفراد والمجتمعات في أوروبا وقال: هناك حاجة ماسة لشهادة صادقة لحقيقة الإنجيل وقيمه، ولذلك ينبغي علينا أن ندعم ونشجّع بعضنا بعضًا لاسيما على صعيد الرعايا والجماعات المحليّة. في الواقع إن الروح المسكونيّة تقوم على "توبة القلب وقداسة السيرة بالإضافة إلى الصلوات الفردية والجماعيّة من أجل وحدة المسيحيين" (القرار المجمعي في الحركة المسكونيّة، عدد 8). فبالصلاة مع بعضنا البعض ومن أجل بعضنا البعض يمكننا قبول اختلافاتنا وتخطيها بالأمانة للرب وإنجيله.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: أدرك أنَّ "المشروع المقدس، أي مصالحة جميع المسيحيين في وحدة كنيسة المسيح الواحدة و الوحيدة، يفوق القوى والطاقات البشرية" (القرار المجمعي في الحركة المسكونيّة، عدد 24)، ولكن رجاءنا يقوم على صلاة المسيح نفسه من أجل الكنيسة. لنغص إذًا بعمق في هذه الصلاة فتعضد النعمة الإلهية جهودنا على الدوام.








All the contents on this site are copyrighted ©.