2014-10-27 13:47:00

البابا فرنسيس: بندكتس السادس عشر بابا عظيم في محبته للكنيسة


زار قداسة البابا فرنسيس صباح الاثنين مقرّ الأكاديمية الحبريّة للعلوم في حاضرة الفاتيكان لمناسبة إزاحة الستار عن تمثال نصفيّ لبندكتس السادس عشر وللمناسبة ألقى البابا فرنسيس كلمة قال فيها: إن تمثال بندكتس السادس عشر يذكّرنا جميعًا بشخص البابا راتزينغر العزيز وبروحه: بتعاليمه، مثاله وأعماله، بمحبّته للكنيسة وبحياته الحاليّة. بندكتس السادس عشر: بابا عظيم! عظيم بقوة ذكائه وفطنته، عظيم لمساهمته القيّمة في علم اللاهوت، عظيم في محبته للكنيسة والبشر، عظيم في فضائله وغيرته. وكما تعلمون، فمحبته للحقيقة لا تتوقف عند اللاهوت والفلسفة فقط بل تنفتح على العلم أيضًا، ومحبته للعلم تظهر من خلال اهتمامه بالعلماء بدون تمييز عرقي، ثقافي أو ديني؛ واهتمامه بالأكاديميا مذ عيّنه القديس يوحنا بولس الثاني عضوًا فيها، وقد عرف كيف يشرّفها بحضوره وكلمته. وبالتالي لنشكر الله على العطيّة التي منحها للكنيسة والعالم من خلال البابا بندكتس وحبريّته.

هذا وشجّع الأب الأقدس الأكاديميين في ختام جمعيتهم العامة لمتابعة الإسهام الذي يقدّمونه في التقدم العلمي وفي تحسين أوضاع حياة البشر ولا سيّما الأشد فقرًا منوّهًا بالمسائل المعقدة التي يدرسونها حول تطور مفهوم الطبيعة وقال: لن أدخل في تعقيدات هذه المسألة العلميّة المهمّة ولكنني أريد أن أشدّد على أن الله والمسيح يسيران معنا وهما حاضران أيضًا في الطبيعة كما أكّد القديس بولس في خطبته في الأريوباج إذ قال: "ففي الله حَياتُنا وحَرَكَتُنا وكِيانُنا" (أعمال 17، 28). فقد خلق الكائنات وسمح لها بأن تنمو بحسب القوانين الداخليّة التي أعطاها لكل منها، كي تتطور وتبلغ ملأها. كما ومنح أيضًا الاستقلالية لكائنات الكون مؤكدًا لهم، في الوقت عينه، حضوره المستمرّ؛ وهكذا تتابع الخلق عبر الدهور.

أضاف الأب الأقدس يقول: أما في ما يختص بالإنسان فهناك تغيير وحداثة، عندما وفي اليوم السادس من رواية الخلق نصل لخلق الإنسان، فنجد أن الله يمنح الكائن البشري استقلالية أخرى، تختلف عن استقلالية الطبيعة، وهي الحريّة. ودعا الإنسان ليطلق اسمًا لكل الأشياء ويسير قدمًا عبر التاريخ، وجعله مسؤولاً عن الخليقة وسيّدًا على الخلق لينمّيه حتى نهاية الأزمنة. وبالتالي فعلى العالم ولاسيما العالم المسيحي أن يتحلّى بموقف الذي يتساءل حول مستقبل البشريّة والأرض، وأن يساهم – ككائن حرّ ومسؤول – في الحفاظ عليه والتخلّص من المخاطر الطبيعيّة أو البشريّة التي تهدد البيئة. ولكن وفي الوقت عينه، ينبغي على العالم أن يكون مدفوعًا بالثقة بأن الطبيعة تخفي، في نظامها التطوّري، قدرات ينبغي على الذكاء والحريّة أن يكتشفاها ويفعّلاها لتصل إلى التطور الموجود في تدبير الخالق.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: لذا، وبالرغم من محدوديّته، فإن عمل الإنسان يشارك بقوة الله وهو قادر على بناء عالم يتناسب مع حياته المزدوجة الجسديّة والروحية؛ بناء عالم بشري من أجل جميع الكائنات البشريّة وليس لمجموعة أو طبقة من المميّزين. وهذا الرجاء وهذه الثقة بالله وبقدرة الروح البشري هما قادرين على منح الباحث طاقة جديدة وسلامًا عميقًا، ولكن ما هو صحيح أيضًا أن عمل الإنسان، عندما تصبح حريّته استقلاليّة، يدمّر الخلق فيأخذ الإنسان مكان الخالق، وهذه هي الخطيئة ضدّ الله الخالق. وبالتالي أشجّعكم لمتابعة أعمالكم في تحقيق المبادرات النظرية والتطبيقية، التي تشرّفكم، لمصلحة وخير الكائنات البشرية. 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.