2014-10-21 11:09:00

مدير دار الصحافة الفاتيكانية يتحدث عن أعمال الكونسيستوار


عقد مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الكاهن اليسوعي فدريكو لومباردي مؤتمرا صحفيا بعد ظهر أمس الاثنين عرض خلاله أهم المواضيع التي تمحور حولها الكونسيستوار الذي دعا إليه البابا فرنسيس وشارك فيه الكرادلة والبطاركة من أجل التباحث في الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط عموما، وفي أوضاع الجماعات المسيحية بشكل خاص. وأوضح أن عدد المشاركين في هذا الكونسيستوار بلغ ستة وثمانين شخصا، كما تراوح عدد المداخلات بين خمس وعشرين وثلاثين مداخلة. وقد خاطب الحاضرين في قاعة السينودس بطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليكية الست في منطقة الشرق الأوسط، الذين شاركوا في أعمال الجمعية العامة الاستثنائية الثالثة لسينودس الأساقفة، التي التأمت في الفاتيكان على مدى الأسبوعين المنصرمين. كما تضمنت الأعمال مداخلات لرؤساء دوائر الكوريا الرومانية المعنية مباشرة بما يجري في المنطقة.

وأكد المسؤول الفاتيكاني أن جميع الحاضرين في القاعة عبروا عن امتنانهم للبابا فرنسيس على مواقفه ونداءاته بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط، كما تمكن بطاركة الكنائس الشرقية من عيش هذه اللحظة كعلامة لقرب البابا ومجمع الكرادلة من تلك الجماعات المسيحية في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة. وقد عبّر المشاركون أيضا عن تقديرهم للكلمة التي ألقاها أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، كما قدّمت المداخلات لمحة عن الأوضاع الراهنة حاليا في العراق وسورية ومصر والأرض المقدسة وفلسطين ولبنان. وقد ندد المؤتمرون بالإجماع بحالات الظلم والصعوبات الكبيرة التي يواجهها المسيحيون حاليا، معبرين عن قلقهم حيال استمرار ظاهرة نزوح المسيحيين وهجرتهم.

ولفت مدير دار الصحافة الفاتيكانية في مؤتمره الصحفي إلى أن الكرادلة والبطاركة الذين شاركوا يوم أمس الاثنين في الكونسيستوار شددوا على أهمية بقاء المسيحيين في الشرق الأوسط لأنهم يضطلعون بدور جوهري وبالغ الأهمية بالنسبة للكنيسة الجامعة، كي لا تفقد هذه الأخيرة بعدها الشرقي، وأيضا نظرا إلى الدور الهام الذي اضطلعت به هذه الجماعات المسيحية في مجتمعاتها على الرغم من كونها أقلية، ألا وهو القيام بجهود الوساطة من أجل إحلال السلام. وقد عكست أعمال الكونسيستوار أيضا العلاقات الطيبة القائمة مع الطوائف المسيحية الأخرى في المنطقة لاسيما مع البطاركة الأرثوذكس في الشرق الأوسط.

وقد شدد الحاضرون على أهمية الدور الذي يضطلع به الكرسي الرسولي وسط الجماعة الدولية بالإضافة إلى ضرورة تعزيز الحوار الإسلامي – المسيحي مع التأكيد على نبذ فكرة الحرب بين الإسلام والمسيحية. وقال بهذا الصدد الكاهن اليسوعي فدريكو لومباردي، وهو أيضا المتحدث الرسمي بلسان الفاتيكان: لقد تم التنديد بجميع أشكال الأصولية والتطرف والإرهاب وأُطلقت دعوات من أجل تنمية الحوار على أساس التعقّل بغية ضمان حقوق الشخص وخيره.

ولم تخل بعض مداخلات الكونسيستوار من الإشارة إلى مشكلة من نوع آخر ألا وهي عدم الفصل بين الدين والدولة في بعض بلدان الشرق الأوسط، وتمت الإشارة إلى أهمية تعزيز تضامن الكنيسة الجامعة مع الجماعات المسيحية المحلية. وقال بهذا الصدد المسؤول الفاتيكاني: يمكن للكنيسة أن تساعد من خلال زيارات الحج ودعمها الملموس وحضورها، وقد تمت الإشارة في هذا السياق إلى انعقاد الاجتماعات المقبلة لمجالس أساقفة أوروبا في القدس، العام القادم، وهي علامات مشجعة تبعث على الرجاء ولا تسمح للجماعات المسيحية في الشرق الأوسط بأن تشعر أنها متروكة.








All the contents on this site are copyrighted ©.