2014-10-20 14:16:00

رسالة المجلس البابوي للحوار بين الأديان بمناسبة عيد الـ "ديوالي"


اليوم وأمام التمييز والعنف المتزايدين في العالم بأسره من الأهمية بمكان أن نوحّد القوى لتعزيز ثقافة إدماج لمجتمع عادل ومسالم هذا ما أكّدته رسالة المجلس البابوي للحوار بين الأديان بمناسبة الاحتفال بعيد الـ "ديوالي" الهندوسيّ الذي يمثّل انتصار النور على الظلمة والخير على الشرّ، والذي يحتفل به هذا العام في الثالث والعشرين من تشرين الأول أكتوبر الجاري.

نقرأ في الرسالة: صحيح أن العولمة قد فتحت آفاقًا جديدة وقدّمت فرصًا جديدة على الصعيد الاجتماعي والسياسي، ولكن يمكننا القول أيضًا أن العولمة لم تحقق هدفها الأساسي بإدماج السكان المحليين في الجماعة الدوليّة، لا بل ساهمت بشكل كبير في فقدان جزء من الهويّة الاجتماعية والثقافية، الاقتصادية والسياسيّة للعديد من الشعوب.

هذا وأكّدت الرسالة أن العولمة قد ساهمت أيضًا في تجزئة المجتمع وازدياد النسبيّة في الإطار الديني، كما وأشارت إلى أن ظاهرات التطرّف الديني والعنف العرقي المنتشرة في العالم هي في معظمها ثمرة الاستياء وعدم الأمان بين الشعوب وخصوصًا بين الفقراء والمهمّشين الذين تمّ إقصاءهم عن منافع العولمة. وبالتالي شدّدت الرسالة على أن تبعات العولمة السلبية كانتشار المادية والاستهلاكية جعلت الأشخاص أكثر أنانيّة وتعطُّشًا للسلطة وغير مبالين لحقوق واحتياجات الآخرين وآلامهم، مذكّرة بكلمات البابا فرنسيس في رسالته لليوم العالمي للسلام لعام 2014 إذ قال: "إن عولمة اللامبالاة تجعلنا نعتاد ببطء على ألم الآخر وتغلقنا على أنفسنا".

كما أكّدت الرسالة أن عدم المبالاة هذا يولّد ثقافة إقصاء تحرم الفقراء والمهمشين والضعفاء حقوقهم والفرص والموارد المتوفرة لأعضاء المجتمع الآخرين. فيُعاملون كإضافات وكأشياء للاستعمال والإقصاء. وأشارت الرسالة أيضًا إلى أن استغلال الأطفال والنساء، وترك المسنّين والمرضى والمعوّقين، المهاجرين واللاجئين هي علامات أكيدة لانتشار هذه الثقافة، ودعت الجميع إلى تعزيز ثقافة إدماج تصبح دعوة مشتركة ومسؤوليّة متقاسمة كمشروع يطال جميع الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية صحّة العائلة البشريّة واستمرارها على هذه الأرض. ويختتم المجلس البابوي للحوار بين الأديان رسالته بمناسبة الاحتفال بعيد الـ "ديوالي" داعيًا المسيحيّين والهندوس للإتحاد معًا ومع جميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة لتعزيز ثقافة إدماج من أجل مجتمع عادل ومسالم.

         








All the contents on this site are copyrighted ©.