2014-10-18 14:51:00

الرسالة الختامية للجمعية العامة الاستثنائية لسينودس الأساقفة


صدرت يوم السبت الرسالة الختامية للجمعية العامة الاستثنائية الثالثة لسينودس الأساقفة الذي بدأ أعماله في الخامس من تشرين الأول أكتوبر الجاري. وقد وافق آباء السينودس على هذه الوثيقة خلال أعمال الجمعية العامة الرابعة عشرة صباح السبت. ومما جاء فيها: نحن آباء السينودس المجتمعون في روما حول البابا فرنسيس في إطار الجمعية العامة الاستثنائية لسينودس الأساقفة نتوجه إلى جميع العائلات الموزعة على القارات الخمس لاسيما تلك التي تتبع المسيح الطريق والحق والحياة. إننا نعبّر عن تقديرنا وامتناننا للشهادة اليومية التي تقدمها الأسر لنا وللعالم كله من خلال أمانتها وإيمانها ورجائها ومحبتها. ونحن أيضا، رعاة الكنيسة، وُلدنا وترعرعنا ضمن عائلة على الرغم من تنوع الأحوال والأوضاع. ككهنة وأساقفة تعرفنا إلى العائلات وعشنا إلى جانبها، وقد حدّثتنا عن أوضاعها وعبرت لنا بوضوح عن أفراحها وأتراحها. إن مرحلة التحضير لهذه الجمعية، بدءا من الإجابة على الاستمارات التي أُرسلت إلى كنائس العالم كافة، أتاحت لنا الإصغاء إلى تجارب العديد من العائلات. وحوارنا خلال أيام السينودس شكل بالنسبة لنا مصدر غنى متبادل وساعدنا على النظر إلى الواقع النابض بالحياة والمعقد الذي تعيشه الأسر.

وتابعت الوثيقة مؤكدة أن السيد المسيح، وكما كان يسير على طرقات الأرض المقدسة ويدخل منازل القرى، ما يزال اليوم يسير في شوارع مدننا. إن العائلات تختبر الأفراح والأتراح وتواجه تحديات كبيرة وتجارب مأساوية أحيانا. وعندما يتغلغل الشر والخطية في قلب العائلة تتحول الظلمات إلى ليل حالك. وفيما يتعلق بالتحديات المطروحة أمام العائلات اليوم، سلطت الرسالة الختامية للسينودس الضوء على الأمانة للحب الزوجي، إضعاف الإيمان والقيم وطغيان الفردانية وإفقار العلاقات. وهذه الأمور كلها تولّد أزمات على صعيد الحياة الزوجية، تواجه غالبا بطريقة مستعجلة بدون شجاعة الصبر والتأكد من الوقائع والغفران المتبادل والمصالحة والتضحيات. وبهذه الطريقة تفسح الإخفاقات المجال أمام علاقات جديدة، واتحادات جديدة وزيجات جديدة، ما يولّد أوضاعا عائلية معقدة. وأشار آباء السينودس إلى المعاناة الناجمة عن ولادة طفل معوق، أو عن رحيل أحد أفراد العائلة أو إصابته بمرض عضال، كما لفتت الوثيقة إلى الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها اليوم عائلات كثيرة وليدة الطمع بالمال وديكتاتورية اقتصاد يفتقر إلى أي هدف إنساني وهذا ما يذل كرامة الشخص البشري.

وفكّر أباء السينودس بالآباء والأمهات العاطلين عن العمل، وأيضا بالعائلات الفقيرة وتلك التي تستقل الزوارق لبلوغ منطقة أخرى هربا من الموت، ناهيك عن الأسر المهجرة والنازحة والمضطهدة بسبب إيمانها وقيمها الروحية والإنسانية أو تلك المستهدفة خلال الحروب. ولم تخل الوثيقة من الإشارة إلى النساء ضحايا الاستغلال والعنف بالإضافة إلى الأطفال ضحايا العديد من الانتهاكات الخطيرة. ولفتت الرسالة أيضا إلى قيمة الحب بين الرجل والمرأة الذي يعلمنا أن كلا منهما يحتاج إلى الآخر، على الرغم من الحفاظ على التنوع في الهوية. وسلط أباء السينودس الضوء على أهمية مسيرة التحضير للزواج، مع التأكيد على أن الحب الزوجي الأصيل، الفريد من نوعه وغير القابل للانحلال، يستمر على الرغم من الصعوبات الكثيرة وينتشر من خلال إنجاب البنين وتربيتهم. وأكدت الوثيقة أن الله يرافق العائلة على الدوام، وتختبر الأسرة حضوره من خلال العاطفة والحوار بين الزوج والزوجة، بين الوالدين والبنين والأخوة والأخوات.

ومن خلال قراءة كلمة الله وعيش الإنجيل تصبح العائلة كنيسة بيتية حقيقية، كما أن الأزواج المسيحيين مدعوون ليكونوا معلّمي الإيمان والمحبة إزاء الأزواج اليافعين. ولفتت أيضا الرسالة إلى تعبير آخر عن الشركة الأخوية ألا وهو المحبة والعطاء والقرب من المهمشين والفقراء والمتروكين والمرضى والغرباء والعائلات التي تعاني من الأزمات. وشدد آباء السينودس أيضا على أهمية الأفخارستية التي تجلس من خلالها الكنيسة برمتها حول مائدة الرب، مذكرين بأن النقاشات – خلال المرحلة الأولى من أعمال الجمعية العامة الاستثنائية لسينودس الأساقفة – تمحورت حول أهمية أن ترافق الكنيسة رعويا الأشخاص المطلقين والمتزوجين من جديد، وأن تسمح لهم بنيل الأسرار. ودعا آباء السينودس في الختام جميع العائلات إلى السير معهم باتجاه السينودس القادم، طالبين من الأسر أن تضع نصب أعينها مثال عائلة الناصرة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.