2014-10-03 13:04:00

البابا فرنسيس: وحده يسوع يحمل لنا الخلاص!


هل نؤمن بيسوع كحامل رسالة خلاص للبشريّة بأسرها أم أننا نختبئ وراء خلاص ليس إلا ثمرة "وصايا وشرائع من صنع البشر" هذه هي المعضلة التي تمحورت حولها العظة التي ألقاها الأب الأقدس في القداس الإلهي الذي ترأسه صباح اليوم في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وأكّد أن رغبة الله الوحيدة هي خلاص البشريّة لكن المشكلة غالبًا هي أن الإنسان يريد أن يفرض قوانينًا للخلاص.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس لوقا والذي يعبّر فيه يسوع عن انزعاجه من رفض بعض المدن لرسالته ويقول: "الوَيلُ لكِ يا كُورَزِين! الوَيلُ لكِ يا بَيتَ صَيدا! فلَو جَرى في صورَ وصَيدا ما جَرى فيكُما مِنَ المُعجِزات، لأظهَرتا التَّوبَةَ مِن زَمَنٍ بَعيد، فلَبِستا المُسوحَ وقَعَدتا على الرَّماد". قال البابا نجد في هذه المقارنة القاسية مُلخصًا لتاريخ الخلاص بأسره، فكما رفض الشعب الأنبياء وقتلوهم لأنهم كانوا يؤنبونهم بنبؤاتهم، هكذا أيضًا سيكون مصير يسوع. وهذه هي مأساة رفض الخلاص التي سببها رؤساء الشعب.

تابع البابا فرنسيس يقول إن الشيوخ ورؤساء الشعب هم الذين أغلقوا الأبواب أما الخلاص الذي حمله الله لنا. ولذلك يمكننا أن نفهم قساوة الكلمات التي كان يسوع يتوجه بها إليهم، ومن جهتهم كانوا يحاربونه ويجربونه ويحاولون الإيقاع به لأنهم كانوا يرفضون الخلاص الذي يحمله. لكن يسوع قال لهم "أنا لا أفهمكم! أنتم تشبهون أولئك الأولاد الجالسين في السوق والذين ينادون بعضهم لبعض ويقولون: زمرنا لكم فلم ترقصوا. نحنا لكم فلم تبكوا. فماذا تريدون إذًا؟" لقد كانوا يريدون خلاص العالم على طريقتهم دون أن ينفتحوا على أسلوب الله.

أضاف الأب الأقدس يقول إنه الموقف المغاير لموقف الشعب المؤمن الذي فهم وقبل الخلاص الذي حمله يسوع، والذي لا يتماشى مع خلاص رؤساء الشعب القائم على إتمام 613 قانونًا ثمرة انغلاقهم الفكري واللاهوتي: فهم لا يؤمنون بالرحمة والغفران بل بالذبائح، لكن الرب يقول: "رحمة أريد لا ذبيحة"، يؤمنون بالنظام والقوانين وهذه هي مأساة رفض الخلاص. وهذه المأساة هي أيضًا داخل كلِّ واحدٍ منا، وبالتالي سيساعدنا أن نسأل كلٌّ نفسه: "كيف أريد أن أخلص؟ بأسلوبي أنا؟ بأسلوب نظام روحي قائم على قوانين وشرائع؟ أم بحسب الأسلوب الإلهي أي أسلوب يسوع الذي يفاجئنا على الدوام ويفتح لنا الأبواب على سرّ الله الضابط الكل، إله الرحمة والغفران؟ سيساعدنا أن نفكر بهذه المأساة كلٌّ في قلبه، أن نفكر إن كنا نخلط بين الحرية والاستقلالية، وإن كنا نبحث عن الخلاص الذي يناسبنا.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: يسوع هو المعلّم الذي يعلمنا الخلاص، فهل أفضّل أن أبحث عن معلّمين روحيين ليمنحوني خلاصًا آخر؟ أو ليرسموا لي طريقًا آمنًا أختبئ فيه وراء شرائع وقوانين من صنع البشر؟ ولكن – بالرغم من قساوة السؤال – هل أفضل أن أشتري خلاصي بنفسي وأرفض الخلاص الذي يمنحني إياه يسوع مجانًا بمجانية الله؟ والسؤال الأخير الذي سيساعدنا كثيرًا أن نسأله لأنفسنا اليوم هو: هل أرفض الخلاص الذي يحمله لي يسوع؟








All the contents on this site are copyrighted ©.