2014-09-28 10:00:00

البابا يترأس صلاة الغروب في المئوية الثانية لإعادة تأسيس الرهبنة اليسوعية


ترأس البابا فرنسيس مساء أمس السبت صلاة الغروب في "كنيسة يسوع" بوسط روما، لمناسبة الذكرى المئوية الثانية لإعادة تأسيس الرهبنة اليسوعية من قبل البابا بيوس السابع في العام 1814 بعد أن حلّها البابا كليمنضس الرابع عشر في العام 1773. لفت البابا في عظته إلى أن الرهبنة اليسوعية عاشت أزمنة صعبة في تاريخها وصولا إلى حد الاضطهاد، وقد نجح أعداء الكنيسة في تحظير هذه الرهبنة وحلها، كما قال البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته إلى الرئيس العام السابق للرهبنة اليسوعية هانس كولفنباخ في الحادي والثلاثين من تموز يوليو عام 1990.

أما اليوم، تابع البابا يقول، وفيما نحتفل بإعادة تأسيس الرهبنة، لا بد أن نستعيد ذاكرتنا ونستحضر أمام أنظارنا ما تحقق من فوائد بالإضافة إلى الهبات الخاصة والمميّزة. وأكد البابا أنه عندما قرأ رسائل الأب ريتشي لفتت نظرَه قدرةُ هذا الكاهن اليسوعي على عدم التأثّر بالتجارب والمحن وقد اقترح على الرهبان اليسوعيين - خلال المراحل الصعبة - نظرة مختلفة للأمور ساهمت في تعميق جذورهم في الرهبنة اليسوعية. وهذا الموقف، تابع البابا فرنسيس يقول، جعل الرهبنة تعيش تجربة موت الرب وقيامته، ولم يقاوم هؤلاء الرهبان مشيئة الله على الرغم من فقدانهم كل شيء، بما في ذلك هويتهم العامة. وقد حمل هذا الوضع الأب ريتشي على الإقرار بأنه رجل خاطئ عوضا عن اعتبار نفسه ضحية أمام جزارها.

وبعد أن استعرض البابا خلال عظته أهم المراحل التي طبعت تاريخ الرهبنة اليسوعية قبل حلّها في العام 1773، أكد أن الشغل الشاغل للرئيس العام آنذاك الأب ريتشي كان أن تبقى الرهبنة اليسوعية أمينة لدعوتها، ألا وهي تمجيد الله وخلاص النفوس. وقد حثّ الرئيس العام أعضاء الرهبنة كافة على الحفاظ على روح المحبة والوحدة والطاعة والصبر والبساطة الإنجيلية والصداقة مع الله. وهكذا – قال البابا فرنسيس – عاشت الرهبنة تجربة التضحية بالذات، مدركة أن الدرب المؤدية إلى الحياة ضيقة لكن إذا ما عاشها الإنسان في ضوء الرحمة تطهّر كالنار وتمنح العزاء الكبير وتضيء شعلة الصلاة في القلوب. وأكد البابا أن الرهبنة نالت نعمة أن تتألم من أجل المسيح، وقد تقاذفت الأمواج "سفينة" الرهبنة اليسوعية، كما يمكن أن يحصل اليوم لسفينة بطرس إذ إن الظلمات وسلطان الشر ما تزال قريبة!!

مضى البابا فرنسيس إلى القول: إن الرهبنة التي أعاد تأسيسها سلفي البابا بيوس السابع تألفت من رجال أشداء ومتواضعين في الشهادة للرجاء والمحبة والإبداع الرسولي، أي إبداع الروح القدس. ومنذ ذلك التاريخ استأنفت الرهبنة اليسوعية نشاطها الرسولي من خلال الوعظ والتعليم والخدمة الروحية والبحث العلمي والعمل الاجتماعي والرسالات والاعتناء بالفقراء والمتألمين والمهمشين. كما أن الرهبنة تسعى اليوم إلى التجاوب مع مشاكل اللاجئين وتحاول جاهدة أن تجمع بين عيش الإيمان وتعزيز العدالة، تماشيا مع متطلبات الإنجيل.

وذكّر البابا فرنسيس في الختام أنه في العام 1814، تاريخ إعادة تأسيس الرهبنة اليسوعية، كان اليسوعيون "قطيعا" صغيرا لكنهم عرفوا كيف يحملون شعلة الإنجيل حتى أقاصي الأرض، لافتا إلى أن البابا بيوس السابع أعاد تأسيس الرهبنة اليسوعية من خلال براءة بابوية وقّعها في السابع من آب أغسطس 1814 في بازيليك القديسة مريم الكبرى بروما، حيث احتفل مؤسس الرهبنة أغناطيوس دي لويولا بأول قداس له ليلة عيد الميلاد في العام 1538. 








All the contents on this site are copyrighted ©.