2014-09-28 15:21:00

البابا فرنسيس خلال لقائه المسنين: الشيخوخة زمن نعمة


سبق الاحتفال بالقداس الإلهي في ساحة القديس بطرس صباح الأحد تقديم شهادات حياة متعددة، بمشاركة بندكتس السادس عشر، وذلك في إطار لقاء بعنوان "بركة العمر الطويل" نظمه المجلس البابوي للعائلة. وقد وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة ضمنها تحية شكر لجميع الحاضرين لاسيما رئيس المجلس البابوي للعائلة المطران فينشينسو باليا، كما وجّه تحية خاصة للبابا الفخري بندكتس السادس عشر وشكره على حضوره. وقال الحبر الأعظم: أصغيت للشهادات التي قدّمها بعضكم وتقدم خبرات مشتركة لعدد كبير من المسنين والأجداد. وتوقف بنوع خاص عند شهادة حياة عائلة قادمة من قرقوش، وقال: نشكرها على مجيئها، ونعبّر عن قربنا وصلاتنا.

تابع قداسة البابا فرنسيس كلمته مشيرا إلى أن المسنين المؤمنين، وحتى في المحن القاسية، هم كأشجار تواصل إعطاء الثمر. وأكد بعدها أن الشيخوخة هي بنوع خاص زمن نعمة، يجدد الرب من خلالها دعوته، ويدعونا هكذا لنحافظ على الإيمان وننقله، ونرفع الصلاة ونكون قريبين ممن هو بحاجة. كما وأشار الحبر الأعظم إلى أن المسنين والأجداد يتمتعون بقدرة كبيرة على فهم الأوضاع الصعبة، وعندما يرفعون الصلاة خلال هذه الأوضاع، تكون صلاتهم قوية جدا. وأكد البابا أن الأجداد الذين نالوا بركة رؤية أبناء أبنائهم تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة، ألا وهي نقل اختبار الحياة، قصة عائلة، جماعة وشعب، ومقاسمة حكمة ما، والإيمان نفسه: الإرث الأثمن. وأضاف الحبر الأعظم: طوبى للعائلات التي يكون الأجداد بقربها! فالجدّ هو أب مرتين، والجدة هي أم مرتين. وفي تلك البلدان حيث الاضطهاد الديني كان فظيعا، وأفكر على سبيل المثال بألبانيا التي زرتها الأحد الماضي؛ كان الأجداد من قدّموا الإيمان للأطفال!

هذا وعبّر البابا فرنسيس عن قربه من المسنين العائشين في دور للعجزة،  وقال: على هذه الدور أن تكون "رئة" للإنسانية في البلد والحي والرعية، وأن تكون "مزارا" للإنسانية حيث يتم الاعتناء بالمسن والضعيف كأخت وأخ أكبر سنا. وشدد على أهمية زيارة المسن. كما وتحدث الحبر الأعظم في كلمته عن واقع آخر هو إهمال المسنين وقال إنها نتيجة ثقافة الاقصاء التي تؤذي العالم بشدة. وإننا مدعوون جميعا لمواجهة هذه الثقافة المسممة. ونحن المسيحيين مدعوون، ومع جميع البشر ذوي الإرادة الطيبة، لنبني بأناة مجتمعا أكثر إنسانية. وكمسيحيين ومواطنين، نحن مدعوون أيضا للتفكير بحكمة بالطرق الملائمة لمواجهة هذا التحدي. فالشعب الذي لا يحمي المسنين ولا يُحسن معاملتهم ـ قال البابا فرنسيس ـ هو شعب لا مستقبل له، لأنه يفقد ذاكرته ويقتلع جذوره.








All the contents on this site are copyrighted ©.