2014-09-24 12:15:00

مداخلة الكاردينال بارولين أمام المشاركين في القمة حول المناخ


ألقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين مداخلة أمام المشاركين في القمة حول المناخ المنعقدة في مقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك. شدد نيافته على المسؤولية الخلقية الملقاة على عاتق جميع البشر والمتمثلة بحماية الخلق وتثمينه من أجل مصلحة الأجيال المستقبلية، وهذا ما سطّره البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة منذ انتخابه عندما حذر من مخاطر الاستغلال غير المسؤول والجشع للبيئة ما ينعكس سلبا على الجميع، وذلك في الخطاب الذي وجهه إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي في آذار مارس من العام 2013.

بعدها سلط الكاردينال بارولين الضوء على الدراسات العلمية العديدة التي أكدت أن عدم تعامل البشرية مع المشاكل البيئية الراهنة سيحمل مخاطر كبيرة ناهيك عن الكلفة الباهظة لهذا التلكؤ على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. وأشار نيافته إلى ضرورة وجود التزام سياسي واقتصادي أكبر من قبل الجماعة الدولية، لافتا إلى أن الكرسي الرسولي مستعد لتحمّل مسؤولياته على هذا الصعيد. وأكد أيضا أن النقاش الطويل بشأن التبدلات المناخية الذي أدى في العام 1992 إلى قيام المعاهدة - الإطار حول التبدل المناخي يعكس تعقيد هذه المسألة وتحدث أيضا عن وجود وعي أكبر وسط الجماعة الدولية – نما خلال السنوات الثلاثين الماضية – بأننا جميعا ننتمي إلى عائلة بشرية واحدة يعتمد مكوناتها على بعضهم البعض. فإن القرارات والتصرفات الخاصة بشريحة واحدة من الأسرة البشرية تحمل انعكاسات على الشرائح الأخرى، إذ لا توجد على هذا الصعيد حدود أو حواجز أو جدران سياسية نحتمي وراءها من هذه الظاهرة.

وذكّر الكاردينال بارولين بما كتب البابا فرنسيس العامة عندما أكد أنه لا توجد فسحة لعولمة اللامبالاة، واقتصاد الإقصاء. لم تخلُ مداخلة المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى أهمية أن ترتكز كل المبادرات المتخذة على هذا الصعيد إلى ثقافة التضامن والحوار والتلاقي، وهذا الأمر يتطلب التزاما مسؤولا وتعاونا من قبل كل طرف وفقا لإمكانياته وظروفه الخاصة. وأشار أيضا إلى مسؤولية الدول في حماية مناخ الأرض، من خلال تقاسم التكنولوجيات والخبرات في هذا المجال وتوفير إمكانية العيش بأمان لأجيال المستقبل ضمن بيئة تليق بهم.

كما لفت الكاردينال بارولين إلى أن دولة حاضرة الفاتيكان، وعلى الرغم من مساحتها الضيقة، بذلت جهودا حثيثة بغية تقليص استهلاكها للوقود الأحفوري، وذلك من خلال تنويع مصادر الطاقة وختم مؤكدا أن احترام البيئة الإيكولوجية منوط باحترام الإيكولوجية البشرية في المجتمع، مع التأكيد على أن مواجهة مشكلة الاحتباس الحراري بشكل جدي لا تتطلب تعزيز العملية السياسية وتمتينها على الصعيد العالمي وحسب بل تقتضي أيضا تعزيز الالتزام من أجل تجدد ثقافي عميق وإعادة اكتشاف القيم الأساسية التي يمكن أن نبني على أساسها مستقبلا أفضل للعائلة البشرية برمتها.








All the contents on this site are copyrighted ©.