2014-09-23 13:16:00

رسالة البابا لمناسبة اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ


عقد مؤتمر صحفي بدار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح اليوم الثلاثاء لتقديم رسالة قداسة البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ الذي سيُحتفل به في الثامن عشر من كانون الثاني يناير 2015 تحت عنوان "كنيسة بلا حدود، أُمٌّ للجميع".

كتب البابا فرنسيس في رسالة هذا العام: يسوع هو "المبشر بامتياز والإنجيل بذاته" (الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، عدد ٢٠٩) إن اهتمامه خاصة بالأكثر ضعفًا والمهمشين، يدعو الجميع للاعتناء بالأشخاص الأكثر ضعفًا والتعرف فيهم على وجهه المتألم، خصوصًا في ضحايا الأشكال الجديدة للفقر والعبودية. فرسالة الكنيسة، التي تحج على الأرض وأُمُّ الجميع، هي بالتالي عبادة يسوع المسيح ومحبته خصوصًا في الأكثر فقرًا والمتروكين؛ ومن بينهم نجد بالتأكيد المهاجرين واللاجئين الذين يحاولون أن يتركوا وراءهم أوضاع حياة صعبة ومخاطر متعددة.

تابع البابا فرنسيس: في الواقع، تفتح الكنيسة ذراعيها لاستقبال جميع الشعوب، بدون تمييز وحدود، ولتعلن للجميع أن "الله محبّة"؛ بعد موته وقيامته أوكل يسوع لتلاميذه رسالة أن يكونوا شهودًا له ويعلنوا إنجيل الفرح والرحمة؛ وفي يوم العنصرة، وبشجاعة واندفاع، خرج هؤلاء من العليّة؛ إذ إن قوة الروح القدس قد انتصرت على الشكوك والتردد وجعلت كل واحد يفهم إعلانهم بلغته؛ وبالتالي فالكنيسة، ومنذ البدء، هي أم قلبها مفتوح على العالم بأسره وبدون حدود. وتنشر الكنيسة، أم الجميع وبلا حدود، في العالم ثقافة الاستقبال والتضامن التي وبحسبها لا يمكن اعتبار أي شخص بلا فائدة أو ينبغي تهميشه. فإن عاشت فعليًا أمومتها تمكّنت الجماعة المسيحية أن تغذي وتوجه وتدلُّ إلى الطريق وأن ترافق بصبر وتصبح قريبة بواسطة الصلاة وأعمال الرحمة.

أضاف الحبر الأعظم: واليوم تأخذ هذه الأمور كلها معنى خاصًا. ويحدث أن تؤدي حركات الهجرة هذه إلى الحذر والعداء في الجماعات الكنسية، حتى قبل أن تُعرف قصص حياة الأشخاص والاضطهاد أو البؤس الذي يعيشونه. وفي هذه الحالة تتضارب الشكوك والأحكام المسبقة مع الوصية البيبلية في استقبال الغريب المحتاج باحترام وتضامن.

فمن جهة أولى، نشعر في صميم الضمير بالدعوة للمس البؤس الإنساني وتطبيق وصية المحبة التي تركها لنا يسوع عندما تماهى مع الغريب والمتألم ومع جميع الضحايا الأبرياء للعنف والاستغلال. ولكن من جهة أخرى، وبسبب ضعف طبيعتنا "نشعر بتجربة أن نكون مسيحيين من خلال الحفاظ على مسافة حذرة من جراح الرب" (الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، عدد 270). إن شجاعة الإيمان والرجاء والمحبة تسمح بتقليص المسافات التي تفصلنا عن المآسي البشريّة. إن يسوع المسيح ينتظر على الدوام كي نتعرّف إليه في المهاجرين واللاجئين، وبهذا الشكل أيضًا يدعونا لتقاسم الموارد، وللتخلّي أحيانا عن شيء من رفاهيتنا.

تابع البابا فرنسيس: إزاء عولمة ظاهرة الهجرة ينبغي أن نجيب بعولمة المحبة والتعاون، بشكل يسمح بأنسنة أوضاع المهاجرين. وفي الوقت عينه، ينبغي أن نكثّف الجهود لتوفير الشروط المناسبة من أجل ضمان تقليص تدريجي للأسباب التي تدفع شعوب بأسرها على ترك مسقط رأسها من جراء الحروب والمجاعات، التي غالبًا ما تسبب إحداها الأخرى. وبالإضافة إلى التضامن مع المهاجرين واللاجئين ينبغي توحيد الشجاعة والإبداع الضروريين لتطوير نظام اقتصادي ـ مالي، وعلى مستوى عالمي، أكثر عدلا وإنصافًا مع التزام متنام لصالح السلام: الشرط الأساسي لكل تقدم حقيقي.

وختم البابا فرنسيس رسالته بمناسبة اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ بالقول: أيها المهاجرون واللاجئون الأعزاء! تحتلون مكانًا خاصًا في قلب الكنيسة وتساعدوها في توسيع أبعاد قلبها لإظهار أمومتها للعائلة البشرية بأسرها. لا تفقدوا ثقتكم ورجاءكم! لنفكر بالعائلة المقدسة التي هربت إلى مصر: وكما حافظ قلب مريم العذراء الوالدي وقلب القديس يوسف المحب على الثقة بأن الله لا يترك أبدًا، هكذا حافظوا أنتم أيضًا على الثقة عينها بالرب. أكلكم لحمايتهما وأمنحكم جميعًا البركة الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.