2014-09-22 14:27:00

البابا يحتفل بصلاة الغروب في كاتدرائية القديس بولس في تيرانا


ترأس قداسة البابا فرنسيس صلاة الغروب في كاتدرائية القديس بولس في تيرانا بحضور أساقفة ألبانيا والكهنة والرهبان والراهبات والإكليريكيين وأعضاء الحركات الكنسية المحليّة وللمناسبة سلّمهم الأب الأقدس كلمة جاء فيها: بعد تحرر بلدكم من الديكتاتورية، استعادت الجماعات الكنسية مسيرتها وتنظيم العمل الراعوي بالنظر برجاء نحو المستقبل. أتوجه بفكري بشكل خاص شاكرًا جميع الرعاة الذين دفعوا غاليًا ثمن الأمانة للمسيح وقرار البقاء متحدين مع خليفة بطرس. وأضاف لقد كانوا شجعانًا في الصعوبات والتجارب! وإن اكتنزت الكنيسة الألبانية هذه الخبرة ستتمكن عندها من النمو في الرسالة والشجاعة الرسولية.

تابع البابا فرنسيس يقول: أعرف وأقدّر الالتزام الذي من خلاله تواجهون أشكال "الديكتاتورية" الجديدة التي تهدد باستعباد الأشخاص والجماعات. لا تفقدوا الشجاعة أمام هذه الصعوبات ولا تخافوا من السير قدمًا على درب الرب؛ فهو دائمًا بقربكم ويمنحكم نعمته ويساعدكم لتعضدوا بعضكم بعضًا، وتقبلوا بعضكم البعض كما أنتم بتفهّم ورحمة وتزرعوا الشركة الأخوية. وأشار البابا إلى أن البشارة تصبح أكثر فعالية عندما تتم بوحدة وتعاون صادق بين مختلف الجماعات الكنسية والمرسلين والإكليروس المحلّي: وهذا يتطلّب شجاعة للإستمرار في متابعة البحث عن أشكال للعمل المشترك والعون المتبادل في مجالات التعليم المسيحي والتربية الكاثوليكية والنمو البشري والمحبة.

وأضاف الحبر الأعظم يقول: عندما نضع محبة المسيح فوق كلّ شيء يصبح بإمكاننا أن نخرج من أنفسنا ومن "تفاهاتنا" الفردية والجماعية للذهاب نحو يسوع الذي يأتي للقائنا في إخوتنا، والذي لا تزال جراحه ظاهرة اليوم في جسد العديد من الرجال والنساء الجياع والعطاش والمهانين. وأشار البابا إلى أنه فقط ومن خلال لمس وبلسمة هذه الجراح بمحبة سنتمكن من عيش الإنجيل بعمق وتقديم العبادة الكاملة لله الحي الحاضر بيننا.

تابع الأب الأقدس يقول: كثيرة هي المشاكل التي ينبغي علينا أن نواجهها يوميًّا، وهي تدفعنا لننغمس بحماس وسخاء في النشاط الرسولي، بالرغم من معرفتنا بأنه ليس باستطاعتنا أن نعمل شيئًا بأنفسنا لأنه "إن لم يبن الرب البيت فعبثًا يتعب البنّاؤون" (مز 127، 1). وهذا اليقين يدعونا لنفسح يوميًّا مجالاً للرب ونكرس له وقتًا ونفتح له قلوبنا لكي يعمل في حياتنا ورسالتنا. فما يعد به الرب الذي يصلّي بثقة وثبات يفوق كل ما يمكن أن نتصوره (راجع لوقا 11، 11- 12): فهو يمنحنا الروح القدس أيضًا بالإضافة إلى ما نسأله.

بعدها أشار الأب الأقدس إلى أن عدد الكهنة والمكرسين قليل وغير كاف وقال إن الرب يسوع يكرر لنا اليوم: "الحَصادُ كثيرٌ ولَكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون. فاسأَلوا رَبّ الحَصادِ أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه" (متى 9، 37- 38). وبالتالي علينا ألا ننسى أن هذه الصلاة هي جزء من نظرته: نظرة يسوع الذي يرى وفرة الحصاد. هل لدينا هذه النظرة نحن أيضًا؟ وأضاف: من نظرة الإيمان هذه لحقل الرب تولد الصلاة والتضرع اليومي والمُلِحّ إلى الرب من أجل الدعوات الكهنوتية والرهبانية. وأنتم أيها الإكيريكيون والمبتدؤون الأعزاء ثمرة صلاة شعب الله هذه، التي تسبق دائمًا جوابكم الشخصي وترافقه. الكنيسة الألبانية تحتاج لحماسكم وسخائكم، وأكد الأب الأقدس أن الشعب لا يحتاج لمعلمين وإنما لشهود متواضعين لرحمة الله ومحبته، قادرين على حمل محبة المسيح للجميع.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء لا تفقدوا الشجاعة أمام الصعوبات، كونوا على خطى آبائكم أقوياء في تقديم الشهادة للمسيح وسيروا معًا مع الرب نحو الرجاء الذي يخيّب أبدًا.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.