2014-09-21 15:08:00

البابا فرنسيس يحتفل بالذبيحة الإلهية في ساحة الأم تريزا


ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأحد القداس الإلهي في ساحة الأم تريزا في تيرانا بألبانيا بحضور حشد كبير من المؤمنين وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة استهلّها بالقول: يخبرنا إنجيل اليوم أن يسوع قد دعا بالإضافة للإثني عشر اثنين وسبعين تلميذًا آخرين وأرسلهم إلى القرى والمدن ليعلنوا ملكوت الله. فهو قد جاء ليحمل للعالم محبة الله ويريد أن ينشرها من خلال الشركة والأخوة. ولذلك أقام جماعة رسل، جماعة رسولية ودرّبهم على الرسالة والانطلاق. إن الأسلوب الرسولي بسيط وواضح: يدخل التلاميذ إلى البيوت وتبدأ البشارة بالتحية التي يلقونها: "السلام على هذا البيت!" وهذه ليست مجرّد تحيّة بل عطيّة أيضًا، عطية السلام.

تابع الحبر الأعظم يقول: في رسالة الاثنين والسبعين تنعكس الخبرة الرسولية للجماعة المسيحية في كل زمن: الرب القائم من الموت والحي لا يرسل الإثني عشر فقط وإنما يرسل الكنيسة بأسرها، يرسل كلّ معمَّد ليعلن الإنجيل لكل البشر. لكن إعلان السلام الذي حمله رسل يسوع لم يُقبل دائمًا عبر العصور إذ أحيانًا وجد الأبواب مغلقة، وفي ماضٍ قريب كانت أبواب بلدكم مقفلة بسلاسل نظام يرفض الله ويمنع الحريّة الدينية. والذين كانوا يخافون من الحقيقة والحريّة كانوا يقومون بكل ما بإمكانهم ليزيلوا الله من قلب الإنسان ويحزفوا المسيح والكنيسة من تاريخ بلدكم بالرغم من كونه بين الأوائل في قبول نور الإنجيل.

أضاف الأب الأقدس يقول: عندما نفكر بسنوات العذابات الأليمة والاضطهادات القاسية ضد الكاثوليك والأرثوذكس والمسلمين يمكننا القول أن ألبانيا كانت أرضا للشهداء إذ أن العديد من الأساقفة والكهنة والمكرسين والمؤمنين العلمانيين قد دفعوا حياتهم ثمنٍا لأمانتهم. كم من المسيحيين لم يستسلموا أمام التهديدات بل تابعوا مسيرتهم بلا خوف أو تردد! لقد كان الرب قربكم، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء ليعضدكم، لقد أرشدكم وعزاكم ورفعكم على أجنحة النسور كما فعل مع شعب إسرائيل (راجع خروج 19، 4). والنسر المصور على علم بلدك يدعوكم للرجاء ولوضع ثقتكم دائمًا في الله الذي لا يُخيِّب بل يبقى بقربنا على الدوام لاسيما في الأوقات الصعبة.

تابع البابا فرنسيس يقول: واليوم فُتحت أبواب ألبانيا مُجدّدًا ونما موسم رسوليّ جديد من أجل جميع أعضاء شعب الله: لكل معمَّد مكان ودور في الكنيسة والمجتمع. ليشعر إذًا كل فرد بأنه مدعوٌّ للالتزام بسخاء في إعلان الإنجيل وشهادة المحبة، ولتقوية روابط التضامن من أجل تعزيز أوضاع حياة أكثر عدلاً وأخوّة للجميع. وقد جئت اليوم لأشجعكم لتنموا الرجاء في داخلكم ومن حولكم ليطال الأجيال الجديدة؛ وتتغذوا من كلمة الله باستمرار وتفتحوا قلوبكم للمسيح فيرشدكم إنجيله إلى المسيرة التي عليكم إتباعها. وليظهر إيمانكم الفرح والمشع بأن اللقاء بالمسيح يعطي معنى لحياة البشر، حياة كلّ إنسان.

أضاف الأب الأقدس يقول: أشجعكم على إعطاء دفع للعمل الراعوي ولمتابعة البحث عن أشكال جديدة لحضور الكنيسة داخل المجتمع. وأتوجه بهذا بشكل خاص للشباب! وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: أيتها الكنيسة الألبانية شكرًا على المثال الذي تقدميه في الأمانة للإنجيل! كثيرون هم أولادك وبناتك الذين تألموا من أجل المسيح حتى بذل حياتهم، فلتعضد شهادتهم خطواتك اليوم وغدًا في طريق المحبة والحرية وطريق العدالة والسلام!

وفي ختام الذبيحة الإلهية تلا قداسة البابا فرنسيس مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي، وقبل الصلاة قال الأب الأقدس: قبل اختتام هذا الاحتفال أحييكم جميعًا أنتم الآتون من ألبانيا ومن البلدان المجاورة وأشكركم على حضوركم وشهادة إيمانكم.

أضاف الأب الأقدس يقول: أتوجه بشكل خاص إليكم أيها الشباب! أدعوكم لبناء حياتكم على المسيح يسوع: من يبني على المسيح يبني على الصخر لأنه أمين دائمًا حتى إذا كنا خائنين (راجع 2 طيم 2، 13). فيسوع يعرفنا أفضل من أي شخص آخر، وعندما نخطئ لا يحاكمنا بل يقول لنا "اذهب ولا تعد إلى الخطيئة" (يوحنا 8، 11). أيها الشباب الأعزاء، أنتم جيل ألبانيا الجديد. وبقوة الإنجيل ومثال أسلافكم وشهدائكم ارفضوا عبودية المال والحرية الفردانية، وقولوا نعم للجمال والخير والحق، وابنوا ألبانيا أفضل وعالمًا أفضل!

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول: نتوجّه الآن إلى العذراء مريم التي تكرمونها "كسيّدة المشورة الصالحة" وأكل إليها الكنيسة في ألبانيا والشعب الألباني بأسره وخصوصًا العائلات والأطفال والمسنين. لترشدكم العذراء دائمًا لتسيروا مع الله نحو الرجاء الذي لا يخيّب أبدًا.  








All the contents on this site are copyrighted ©.