2014-09-19 11:55:00

الموصل: الدولة الإسلامية تمنع المسيحيين من الذهاب إلى المدرسة


أجرت وكالة الأنباء الكاثوليكية "آسيا نيوز" مقابلة مع رئيس أساقفة الموصل للكلدان المطران إميل شمعون نونا الذي أكد أنه للمرة الأولى في التاريخ يُمنع المسيحيون – المعرفون بمستواهم التعليمي العالي – من التوجه إلى المدرسة وهم بالتالي يُحرمون من حقهم المشروع في التعليم، واعتبر أن هذا الأمر يشكل تهديدا إضافيا لوجود الأقليات المسيحية في المنطقة، كما أننا نواجه خطر نشأة جيل بكامله يرتكز إلى الأمية والجهل. وتابع رئيس أساقفة الموصل، وهي أول مدينة عراقية سقطت بأيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، أن العديد من الأسر المهجرة والنازحة تعجز عن إرسال أبنائها إلى المدارس مع بداية العام الدارسي لافتا إلى أن المدارس الموجودة في مناطق إربيل، عنكاوى وزاخو – وعددها حوالي سبعمائة مدرسة - تغص بالنازحين والمهجرين.

وأشار أيضا إلى أن المدارس الواقعة في المناطق الخاضعة لسيطرة داعش أُجبرت على اعتماد مناهج تعليمية جديدة ترتكز إلى الإسلام وتعاليم القرآن. وقد مُنعت هذه المدارس من تدريس مواد كالتاريخ والجغرافيا والأدب وركّزت على اللغة العربية والدين الإسلامي، كما يُحظر على المدرسين والطلاب الحديث عن جمهورية العراق والشام لأن ما يوجد اليوم على أرض الواقع هو "الخلافة الإسلامية" على حد زعم داعش.

وأضاف الأسقف العراقي - الذي غادر الموصل ونزح إلى عنكاوى في كردستان العراق – (أضاف) أنه سمع العديد من الروايات مفادها أن الجهاديين يمنعون الأطفال المسيحيين من التردد إلى المدرسة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، مشيرا إلى وجود أعداد ضئيلة من الأسر المسيحية التي بقيت في مدينة الموصل، لكنها معزولة عن باقي المجتمع وتعيش رهينة الخوف إذ إنها عرضة لكل المخاطر. هذا وطلب المطران نونا إلى المسيحيين – من خلال وكالة آسيا نيوز - أن يرفعوا الصلوات على نية أخوتهم في العراق لأن أوضاع هؤلاء تزداد سوءا يوما بعد يوم، لاسيما مع اقتراب فصل الشتاء، مشيرا أيضا إلى المشاكل التي تترتب على توقف العام الدراسي إذ إن هذا الأمر يعيق نمو جيل بأكمله من المسيحيين العراقيين الذين تميزوا على مر العصور بمستواهم الثقافي العالي وبتحصيلهم التعليمي.

وأعلن بهذا الصدد أن الكنيسة الكلدانية تسعى إلى استئجار أكبر قدر ممكن من المنازل لإفساح المجال أمام إخلاء المدارس من الأسر النازحة وافتتاح العام الدراسي الجديد، ولفت على سبيل المثال إلى أن الكنيسة قامت باستئجار مبنى كامل يحتوي على ست وخمسين شقة سكنية ما سيسمح بإخلاء مدرسة عنكاوى من المهجرين.

وبالعودة إلى المناهج التربوية التي اعتُمدت في المدارس الخاضعة لنفوذ الدولة الإسلامية فقد أوردت وكالة آسيا نيوز نقلا عن مدرس في إحدى المدارس الابتدائية في الموصل قوله: إننا نعيش في العام 2014 لكن يبدو أننا عدنا ألف وأربعمائة سنة إلى الوراء، لافتا إلى أن نسبة خمسة وتسعين بالمائة من المدارس والمعاهد التربوية في الموصل وسهل نينوى، وعددها ألفان وأربعمائة وخمسون، باتت اليوم بيد الإسلاميين الذين منعوا الصفوف المختلطة كما أقدموا على إقفال كلية الحقوق.








All the contents on this site are copyrighted ©.