2014-09-15 14:33:00

البابا فرنسيس: بدون الكنيسة لا يمكننا أن نسير نحو الأمام!


"لولا وجود مريم لما كان ولد يسوع وهكذا نحن أيضًا بدون الكنيسة لا يمكننا أن نسير نحو الأمام" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان في تذكار العذراء مريم المتألمة.

قال الأب الأقدس: تظهر لنا الليتورجية اليوم بعد احتفالنا بعيد الصليب الممجد الأم الوديعة والمتواضعة. ففي الرسالة إلى العبرانيين يتوقف القديس بولس عند ثلاث كلمات قويّة ويقول بأن يسوع "تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ، وهو الاِبن، بما عانى مِنَ الأَلَم" تمامًا على عكس أبينا آدم الذي لم يصغ إلى وصية الرب ولم يتعلّم منها ولم يرد أن يطيع أو أن يعاني، أما يسوع، و"إذ كان في صورة الله، لم يعُدَّ مساواته لله غنيمة، بل تجرّد من ذاته متَّخذًا صورة العبد" وهنا يكمن مجد صليب يسوع.

أضاف البابا يقول: لقد أتى يسوع إلى العالم ليتعلّم أن يكون إنسانًا، ويتعلّم السير مع البشر. لقد جاء إلى العالم ليطيع وأطاع، لكن طاعته هذه تعلّمها من خلال الألم والمعانات. فآدم قد خرج من الفردوس حاملاً وعدًا دام عبر الأجيال؛ واليوم، وبفضل طاعة يسوع، تواضعه وإخلاء ذاته أصبح هذا الوعد رجاء، وشعب الله يسير في هذا الرجاء الأكيد. وأمُّ يسوع "حواء الجديدة"، كما يدعوها القديس بولس، تشارك ابنها في هذا الدرب: فهي أيضًا قد تعلّمت، أطاعت وتألمت لتصبح أمًّا.

تابع الحبر الأعظم يقول: نقرأ في الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس يوحنا: "هُناكَ عِندَ صَليبِ يسوع، وقَفَتْ أُمُّه...فرأَى يسوعُ أُمَّه، وإِلى جانِبِها التِّلميذُ الحَبيبُ إِلَيه، فقالَ لأُمِّه: "أَيَّتها المَرأَة، هذا ابنُكِ"، ثمَّ قالَ لِلتِّلميذ: "هذه أُمُّكَ". ومنذ تلك اللحظة مُسحت مريم أمًّا. وهذا هو أيضًا رجاؤنا. فنحن لسنا أيتامًا، وإنما لدينا أمّان: مريم العذراء والكنيسة، فالكنيسة هي أيضًا أمّ عندما تسير على درب يسوع ومريم: درب الطاعة والألم، وعندما تتحلى بموقف من يريد أن يتعلّم طريق الرب باستمرار. هاتان المرأتان – مريم والكنيسة – تحملان الرجاء إلى الأمام، أي يسوع المسيح، تلدان المسيح فينا وتعطياننا المسيح. وبالتالي فلولا وجود مريم لما كان ولد يسوع وبدون الكنيسة لا يمكننا أن نسير نحو الأمام".

أضاف الأب الأقدس يقول: امرأتان وأمّان بالقرب من نفوسنا. فالنفس، كما يقول الراهب إسحق، هي امرأة تشبه مريم والكنيسة. واليوم، هذه المرأة مريم تنظر بثبات نحو الصليب من خلال إتباعها لابنها في الألم لتتعلّم الطاعة، وبنظرنا إليها ننظر إلى الكنيسة وإلى أمنا، لكننا ننظر أيضًا إلى نفسنا الصغيرة التي لن تضيع إذا بقيت بالقرب من هاتين المرأتين العظيمتين – مريم والكنيسة – اللتين ترافقاننا طوال حياتنا. وكما خرج آباؤنا من الفردوس حاملين وعدًا هكذا يمكننا اليوم نحن أيضًا أن نسير نحو الأمام بالرجاء، ذلك الرجاء الذي تعطياننا إياه أمنا مريم التي وقفت بثبات عند أقدام الصليب وأمنا الكنيسة.      








All the contents on this site are copyrighted ©.