2014-09-05 14:00:00

البطريرك ساكو: شهر مضى على تهجير مسيحيي العراق


"مضى على نكبة المسيحيين والإيزيديين والشبك العراقيين شهر كامل، وكأن الأمر كان مقضيًا. مائة وعشرون ألف مسيحي اقتُلعوا من أرضهم والعالم صامت لا يتحرك": هذا ما كتبه بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل الأول ساكو قائلا إن ما يعيشه المسيحيون المسالمون والملتزمون بوطنيتهم هو نهاية مرّة واجتثاث حقيقي، ودليل ضياع القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية والوطنية، وهو بالتالي وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن خطر الإرهاب يهدد الجميع. ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية الكلدانية، أضاف غبطته أن ما يؤلمنا أكثر هو عجز الدولة العراقية عن فرض النظام والقانون أمام التدهور الأمني المتفاقم، مما ينمّي ثقافة التكفيريين، لافتًا أيضا إلى أن الشعب يتعذب والسياسيين يتصارعون على المناصب عوض أن يتكاتفوا ويتضامنوا لتشخيص الأسباب التي تقود إلى العنف والظلم والبحث عن معالجات جذرية قبل فوات الأوان. وتحدث بطريرك بابل للكلدان عن نزيف الهجرة، وقال: بات المسيحيون النازحون غير قادرين على الانتظار إلى ما لا نهاية، فراح العديد منهم يبحث عن مستقبل في بلد آمن في الغرب. إنهم يهاجرون تاركين خلفهم كل شيء، لكن الهجرة في اعتقادي ليست حلاً. ولكي لا ينقرض مسيحيو العراق، ينبغي أن يواجهوا الحياة كما هي، خصوصا وأنهم يحملون رسالة رجاء. لتتحرك مجموعة حية متفاعلة داخل مكونهم لإعداد المستقبل. وعليهم اتخاذ خطوات حازمة للضغط على أصحاب القرار في الداخل والخارج لتأمين حياة حرة وآمنة لهم في العراق. كما وقدّم البطريرك ساكو بعض المقترحات متمنيا تحقيقها ومن بينها إعداد كوادر مسيحية من الأحزاب والبرلمانيين والمستقلين ذوي الكفاءة للدراسة والتحليل والمعالجة ووضع خطة واضحة لمساعدة المسيحيين للخروج من مأساتهم الإنسانية؛ تشكيل خلية أزمة لإعداد إحصائيات دقيقة وتسجيل خسائر العائلات النازحة بهدف المطالبة بالتعويض؛ مطالبة مجلس الأمن بإنشاء قوة سلام تابعة للأمم المتحدة من أجل تحرير بلدات سهل نينوى بالتعاون الوثيق مع حكومة إقليم كردستان ومع الحكومة العراقية المركزية وتوفير حماية دولية لها تسمح بعودة النازحين إلى مناطقهم الأصيلة؛ ومطالبة مجلس حقوق الإنسان بدراسة حالة حقوق الإنسان في العراق بهدف إنشاء لجنة تحقيق عن جرائم ما يُسمى بـ "الدولة الإسلامية"، وتقديم المسؤولين عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية إلى القضاء ومعاقبتهم.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.