2014-08-08 12:46:54

السفير البابوي في دمشق يتحدث لإذاعتنا عن الأوضاع الراهنة في سورية


ما تزال سورية تعاني من الحرب: والوضع معقد جدا إزاء تقدم الجهاديين الساعين إلى إنشاء الخلافة الإسلامية على كامل أراضي البلاد. وقد قُتل سبعة وعشرون جنديا سوريا على الأقل في أعقاب هجوم شنه جهاديون على قاعدة تابعة للجيش في محافظة الرقة الشمالية. وفي إيطاليا ينشغل الرأي العام بقضية اختطاف العاملتين الإنسانيتين الإيطاليتين فانيسا مارزولو وغريتا راميلي – مؤسستي مشروع "حريّتي" الإنساني - واللتين لم يُعرف عن مصيرهما شيء منذ اختطافهما في الأول من آب أغسطس الجاري. وقد دق السفير البابوي في دمشق المطران ماريو زيناري ناقوس الخطر مؤكدا في حديث للقسم الإيطالي في راديو الفاتيكان أن الخطر ليس محدقا بالمسيحيين وحسب إنما بكل الأقليات الدينية المتواجدة على التراب السوري.

قال الدبلوماسي الفاتيكاني إن الوضع على الصعيدين الأمني والإنساني ما يزال في غاية الخطورة، لاسيما في بعض المناطق السورية، موضحا أن القصف استهدف أنحاء عدة من العاصمة دمشق خلال الأسبوع الجاري، وقد سقطت ثلاث قذائف هاون على مقربة من مقر السفارة البابوية في العاصمة السورية. كما أن الوضع في الشمال، لاسيما في مدينة حلب، خطر للغاية ناهيك عن المناطق الواقعة في شمال شرق البلاد والخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام، داعش.

وفي رد على سؤال بشأن المخاطر المحدقة بالمسيحيين إزاء مشروع إقامة الخلافة الإسلامية قال المطران زيناري إنه خلال السنة الأولى من الثورة السورية لم تكن توجد مشاكل من هذا النوع، وقد برزت هذه المشاكل خلال السنتين الماضيتين، مع مجيء عناصر متطرفة راديكالية قدمت من خارج البلاد. وفي حال استمرار زحف الجهاديين سيصبح الوضع في غاية الخطورة بالنسبة للمسيحيين وغير المسيحيين لأن هؤلاء يقومون بتفجير وقصف بعض المساجد أيضا. فقد تطور الوضع بشكل لم يكن في الحسبان. واليوم هناك من يضرم النار في لبنان والعراق.

بعدها أكد السفير البابوي في دمشق أن ثمة عائلة تغادر منزلها كل دقيقة، وتتوجه إلى المناطق الساحلية أو حتى إلى لبنان. فالمسيحيون مصيرهم كباقي مكونات المجتمع، مع أنهم عانوا أكثر من غيرهم نتيجة تقدم الإسلاميين المتطرفين في مناطق شأن معلولا، وكسب وغيرها. كما دعا زيناري الجماعة الدولية بأسرها إلى التعامل بجدية مع هذه المشاكل التي باتت عابرة للحدود الوطنية، وتنتقل بسهولة بين دولة وأخرى. وفي رد على سؤال بشأن العاملتين الإنسانيتين الإيطاليتين قال الدبلوماسي الفاتيكاني إنه يصعب الحصول على معلومات بشأن مصيرهما لأن عملية الاختطاف وقعت في منطقة نائية يصعب بلوغها. وتوجد في المنطقة مجموعات متناحرة فيما بينها، فالوضع هناك معقد للغاية.








All the contents on this site are copyrighted ©.