البابا فرنسيس يلتقي أكثر من خمسين ألف فتى وشاب من خدمة المذبح في الدول الناطقة باللغة الألمانية

التقى البابا فرنسيس عند الساعة السادسة من مساء أمس الثلاثاء في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان أكثر من خمسين ألف فتى وشاب من خدمة المذبح في الدول الناطقة باللغة الألمانية يتقدمهم رئيس مجلس أساقفة ألمانيا الذي وجّه كلمة إلى البابا نيابة عن الحاضرين في الساحة الفاتيكانية. وقد ألقى البابا عظة باللغة الألمانية أكد فيها أن الرب يريد أشخاصا أحرارا، كما يُظهر لنا أنه الآب الطيب وفعل ذلك من خلال سر تجسد ابنه وبواسطة يسوع المسيح يمكننا أن نفهم ما يريد أن يقوله الله لنا.

وتابع البابا يقول إن الله وبغية تطبيق مخططه هذا كان يحتاج إلى شخص بشري وإلى امرأة وأم يبصر من خلالها ابنه النور. وهي العذراء مريم التي نكرمها خلال صلاة الغروب هذه. وكانت مريم حرة تماما، وقررت أن تقول "نعم" لدعوة الله لها، فخدمت بهذه الطريقة الله والبشر فدعونا نقتدي بمثلها.

في ختام العظة التي ألقاها انتقل البابا للإجابة على أسئلة طرحها عليه بعض خدمة المذبح فأكد أن العالم يحتاج إلى أشخاص يشهدون للآخرين أن الله يحبنا ولا يكفي أن نضع أنفسنا في خدمة الخير المشترك ونقدم أشياء ضرورية للآخرين كالطعام والغذاء والملابس والعناية الطبية والتربية والتنشئة والعدالة.

وتابع البابا قائلا: إن لدينا رسالة إضافية بصفتنا تلامذة للرب، ألا وهي أن نكون قنوات تنقل محبة يسوع ومن هذا المنطلق – قال البابا – إنكم أيها الشبان والفتيان تضطلعون بدور مميّز في هذا الإطار إذ يتعين عليكم أن تعلنوا يسوع على أترابكم ليس داخل الجماعة الرعوية وحسب إنما خارج نطاقها أيضا. إن هذا الالتزام منوط بكم كيما تنقلوا شجاعتكم وحماستكم وعفويتكم إلى الأشخاص البعيدين عن الرب.

وأكد البابا للحاضرين في الساحة الفاتيكانية أن العديد من الشبان والفتيان من أترابهم يحتاجون إلى من يقول لهم إن الرب يسوع يعرفنا، يحبنا، يغفر لنا، يقاسمنا صعوباتنا ويعضدنا بنعمته. لكن هذا الأمر – مضى البابا يقول – يتطلب منا قبل كل شيء أن نتعرف على يسوع ونحبه، ونختبره من خلال الصلاة والإصغاء إلى كلمته. ثم حث الجميع على قراءة الإنجيل بصمت وتطبيقه في حياتهم اليومية كما دعاهم إلى تنظيم نشاطاتهم والتزاماتهم بشكل متّزن لافتا إلى أن الحياة مصنوعة من الوقت والوقت هو عطية من عند الله، وبالتالي لا بد من الإفادة من هذا الوقت واستخدامه للقيام بأعمال طيبة ومثمرة.

بعدها أكد البابا أن الله منحنا هبة الحرية، لكن إن لم نمارس هذه الحرية كما يجب ستقودنا بعيدا عن الله وتحملنا على فقدان الكرامة التي أعطانا إياها وإن لم تكن هذه الحرية مصقلة بالإنجيل سرعان ما تتحوّل إلى عبودية: عبودية الخطيئة. وختم البابا كلمته إلى خدمة المذبح يقول: أيها الشبان والشابات الأعزاء، لا تسيئوا استخدام حريتكم! إذا تبعتم يسوع وإنجيله ستُزهر حريتكم، وتحمل ثمارا طيبة ووافرة! وتجدون الفرح الأصيل لأن الرب يريدنا أن نكون رجالا ونساء سعداء. ومن خلال الامتثال لمشيئة الله فقط يمكننا أن نصنع الخير ونكون نور العالم وملح الأرض!