الكاردينال رانجيت: زيارة البابا فرنسيس ستساعد على تخطّي الانقسامات في البلاد

"إن زيارة الأب الأقدس لسريلانكا من الثاني عشر وحتى الخامس عشر من كانون الثاني يناير المقبل ستساعد على تخطّي الانقسامات في البلاد" هذا ما أكّده الكاردينال مالكوم رانجيت رئيس أساقفة كولومبو ورئيس الأساقفة المحليين في مقابلة أجرتها معه وكالة أبيك وقال: في أمة تتضارب فيها منذ سنوات جماعتان إثنيتان، ستشكل زيارة البابا فرنسيس مناسبة للتأمل حول أهمية السلام والمصالحة من أجل استعادة الحوار بين الطرفين المتنازعين ومع الدولة. فمنذ عام 1975 تفاقمت النزاعات بين الأكثريّة السنهال البوذيين والأقليّة التاميل الهندوسيين والمسيحيين والذين نمت بينهم مجموعة مسلحي نمور التاميل من أجل تحرير الجزيرة والتي تحارب من أجل استقلال المقاطعات الشمالية. ولكن وبعد سنوات من القتال، هُزمت هذه المجموعة في أيار 2009 لكن نهاية الخلاف لم تحل مشكلة الأقلية التاميل أي تحرير الأسرى السياسيين واسترجاع الأراضي المُصادرة وانتهاك حقوق الإنسان في البلاد.

تابع الكاردينال رانجيت يقول: لقد بدأت التحضيرات لاستقبال الحبر الأعظم، فمجلس الأساقفة قد أقام لجنة أساسيّة مع لجنات فرعية خاصة تهتم كل بدورها لكي تكون زيارة الأب الأقدس ناجحة ومثمرة، ومن بين المبادرات في إطار التحضير لهذه الزيارة تم أيضًا افتتاح قناة تلفزيونية كاثوليكية واسمها "Verbum Tv" والتي بدأت تبث برامجها عبر الإنترنت ولكنها وبدءً من كانون الأول ديسمبر المقبل ستبدأ ببث برامجها عبر القنوات الرقميّة، وستشكل هذه القناة بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية في سريلانكا أسلوبًا جديدًا في البشارة كما ستساهم أيضًا في توضيح سوء التفاهم المتعلّق بالتطرّف الديني.

وختم الكاردينال مالكوم رانجيت رئيس أساقفة كولومبو حديثه لوكالة أبيك بالقول: إن تفاصيل برنامج زيارة الأب الأقدس إلى سريلانكا لا تزال قيد الدرس، لكن انتظارات الشعب والكنيسة المحلية كبيرة جدًّا. هذا وتجدر الإشارة إلى أن زيارة البابا فرنسيس هذه تأتي بعد مرور ثلاثة أشهر من زيارة أساقفة سريلانكا التقليدية للأعتاب الرسولية في أيار مايو المنصرم والتي خلالها حث الأب الأقدس الأساقفة على تعزيز المصالحة من أجل احترام حقوق الإنسان وتخطّي التوترات الإثنية المتبقية في البلاد، علمًا أن الإيمان يمكنه أن يساهم في خلق جو من الحوار من أجل بناء مجتمع أكثر عدالة.