2014-07-20 12:57:35

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يطلق نداء من أجل مسيحيي العراق والشرق الأوسط


تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير. في هذه الآحاد  تقترح علينا الليتورجية بعض الأمثال من الإنجيل  وهي عبارة عن قصص صغيرة استخدمها يسوع ليعلن على الحشود ملكوت السماوات. في إنجيل اليوم نستمع إلى مثل معقد بعض الشيء، يعصب فهمه فورا، لذا قدّم يسوع لتلاميذه شرحا فسّر من خلاله القمح والزؤان، ما يتطرق إلى مشكلة الشر في العالم ويعكس صبر الله. يحصل هذا المثل في حقل يزرع فيه الزارع القمح وليلا يأتي العدو ويزرع الزؤان، وهي كلمة تأتي بالعبرية من كلمة شيطان، وتؤدي إلى الانقسام.

نعلم جميعا أن الشيطان يسعى دائما إلى الفصل بين الأشخاص والعائلات والشعوب. والخدام أرادوا أن يقتلعوا الزؤان لكن سيدهم منعهم كي لا يقتلعوا القمح، لأننا نعلم أن الزؤان عندما ينمو يشبه القمح كثيرا، وثمة خطر عدم التمييز بينهم. يريد هذا المثل أن يقول لنا إن الشر الموجود في العالم ليس متأتيا من الله، بل من عدوه الشرير. هذا العدو ذهب ليلا ليزرع الزؤان، في الظلام وحيث لا وجود للنور. وقام بزرع الشر وسط الخير وهكذا يصعب علينا نحن البشر أن نفصل بينهما، لكن هذا ما سيفعله الله في نهاية المطاف. إن الله يأخذ وقته!

والآن نصل إلى الموضوع الثاني، وهو التناقض بين انعدام صبر الخدام وصبر صاحب الحقل الذي يمثل الله. ونحن أحيانا نتسرع في إصدار الأحكام ونقول هذا الشخص جيد وذاك سيء. تذكروا صلاة الرجل الذي قال "أشكرك يا الله لأني إنسان جيد ولست مثل هذا الرجل السيء". تابع البابا يقول: الله يعرف كيف ينتظر وينظر إلى حقل حياة كل إنسان بصبر ورحمة. يرى أفضل منا القذارة والشر ويرى أيضا بذور الخير وينتظر بثقة أن تنضج هذه البذور! الله صبور، يعرف كيف ينتظر. وهذا أمر جميل جدا. الله صبور، ينتظرنا دائما ليقبلنا ويغفر لنا. إنه يغفر لنا دائما إذا ما عدنا إليه.

موقف صاحب الحقل يتميز بالرجاء المرتكز إلى الثقة بأن الشر ليست له الكلمة الأولى ولا الأخيرة. وبفضل رجاء الله الصبور، يصبح القلب المفعم بالخطايا قمحا جيدا. لكن الصبر الإنجيلي لا يعني وقوف موقف اللامبالاة أما الشر. وإزاء هذه البذور السيئة في العالم إننا مدعوون إلى التمثل بصبر الله وتغذية الرجاء من خلال ثقة لا تتزعزع بانتصار الخير في نهاية المطاف، أي انتصار الله. في النهاية سيتم القضاء على الشر، خلال الدينونة – يوم الحصاد – ستُحرق البذور السيئة وسيكون يسوع القاضي الديان والذي زرع البذور الطيبة في العالم إذ أصبح هو نفسه حبة طيبة، مات وقام من الموت. في نهاية المطاف سنُحاسب بالمعيار الذي حاسبنا به الآخرين. الرحمة التي عاملنا بها الآخرين سنُعامل بها نحن أيضا.

بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، لقد تقليت بقلق الأنباء الواردة من الجماعات المسيحية من الموصل، بالعراق ومناطق أخرى من الشرق الأوسط، حيث تعيش هذه الجماعات منذ بداية المسيحية مع مواطنيها، مقدمة إسهاما هاما من أجل خير المجتمع. واليوم تتعرض هذه الجماعات للاضطهاد. أخوتنا مضطهدون، يُطردون وعليهم أن يغادروا منازلهم دون أن تتسنى لهم إمكانية أن يحملوا معهم شيئا. أؤكد لهذه العائلات ولهؤلاء الأشخاص قربي منهم وصلاتي المستمرة من أجلهم.

أيها الأخوة والأخوات الأعزاء المضطهدون إني أعرف كم أنتم تتألمون، وأعرف أنكم جُردتم من كل شيء. أنا معكم في الإيمان بمن انتصر على الشر. وأدعوكم أنتم الحاضرين في هذه الساحة ومن يتابعوننا عبر شاشات التلفزة أن تتذكروهم بصلواتكم وأحثكم على المواظبة على الصلاة إزاء أوضاع الصراعات والتوترات الراهنة في أنحاء عدة من العالم لاسيما في الشرق الأوسط وأكرانيا. وليوقظ إله السلام لدى الجميع رغبة أصيلة في الحوار والمصالحة. لا يمكن التغلب على العنف بواسطة العنف، يمكن التغلب على العنف بواسطة السلام. لنصلِّ بصمت سائلين السلام.

ختاما وجه البابا تحياته إلى وفود الحجاج القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم ثم سأل الجميع أن يصلوا من أجله متمنيا للكل أحدا سعيدا وغداء شهيا.








All the contents on this site are copyrighted ©.