أسقف أبرشية ديناجبور ببنغلادش يدين التعرض للراهبات اللواتي يدافعن عن المحرومين والأقليات

تعليقا على الهجوم الذي تعرضت له راهبات في شمال بنغلادش، عندما اقتحم رجال مسلحون ديرهن في السابع من الشهر الجاري، نقلت وكالة الأنباء الكاثوليكية الأمريكية كاثوليك نيوز أيجنسي عن أسقف أبرشية ديناجبور المطران سباستيان تودو قوله إن الهجوم كان عنيفا للغاية واستغرق قرابة الساعة والنصف. وأضاف أن الرجال المسلحين اعتدوا بالضرب على الراهبات المرسلات، كما ألحقوا أضرارا جسيمة بالدير المستهدف والكائن في محلة بولدي بوكور التي تبعد خمسين ميلا تقريبا عن مدينة ديناجبور. ولفت الأسقف إلى أن المعتدين – الذين يتراوح عددهم بين خمسين وستين مسلحا - لم يغادروا المبنى إلا لدى وصول الشرطة ورجال الأمن.

وأوضحت وكالة الأنباء الكاثوليكية الأمريكية أنها المرة الأولى التي تتعرض فيها الراهبات للاعتداء في بنغلادش، مع أن الجماعات المسيحية المحلية لم تكن قط بمنأى عن اعتداءات المتشددين الإسلاميين. وقال بهذا الصدد المطران تودو إن هذا الحدث لم يسبق له مثيل، مشيرا إلى أن الراهبات يتمتعن بقدر كبير من الاحترام والتقدير في هذا البلد الآسيوي حيث أغلبية السكان تنتمي إلى الإسلام. وذكر أن الراهبات اللواتي تعرضن للضرب يوجدن حاليا في العاصمة دكّا حيث يتلقين العلاج، مضيفا أن المعتدين هدموا باب الدير، كما هددوا الكاهن بالقتل وسرقوا منه ما يملك.

ورأى المطران البنغالي أن هذا العمل يرمي على الأرجح إلى ترهيب الراهبات والكنيسة المحلية، معتبرا أن الراهبات والكهنة يتعرضون للاعتداءات لأنهم يدافعون عن المحرومين والأقليات، وبالتالي رأى أن هذا الهجوم هو في الواقع ردّ على التزام الجماعات الكاثوليكية لصالح الفقراء والمهمشين في بنغلادش، حيث يشكل المسيحيون عموما نسبة لا تتخطى الواحد بالمائة من مجموع عدد السكان، فيما تصل نسبة المسلمين إلى تسعين بالمائة والهندوس إلى ثمانية بالمائة.

وتعليقا على هذه التطورات المثيرة للقلق ذكرت هيئة مساعدة الكنيسة المحتاجة أن اعتداء مماثلا وقع في العام 2011 في بلدة بجنوب شرق بنغلادش، يقطنها المسيحيون والهندوس والبوذيون، فيما أكد المطران تودو أن الأبرشية التي يرأسها شهدت سلسلة من الاعتداءات ضد القرى المسيحية خلال العام الفائت. وقال: إن أحد هذه الاعتداءات استهدف معهدا إكليريكيا، وقيل آنذاك إن أسباب الهجوم مرتبطة بخلافات حول أملاك عقارية.