2014-07-09 13:40:11

رسالة المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقلين بمناسبة يوم أحد البحر


بمناسبة يوم أحد البحر والذي يُحتفل به هذا العام في الثالث عشر من تموز يوليو الجاري وجّه الكاردينال أنطونيو ماريا فيليو عميد المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقلين رسالة كتب فيها: عبر تاريخ البشريّة شكل البحر المكان الذي التقت فيه طرق المستكشفين والمغامرين وحيث أُقيمت حروب تَقرَّر خلالها مصير قيام وسقوط العديد من الدول.

تابع الكاردينال فيليو يقول: خلال أحد البحر هذا، نحن مدعوون للتنبّه للمشاق والصعوبات التي يواجهها البحارة يوميًّا وللخدمة القيمة التي قدمتها راعوية البحار في كونها كنيسة تشهد لرحمة الرب وحنانه من أجل إعلان الإنجيل في موانئ العالم كله. فبسبب سلسلة من العوامل المتعلقة بمهنتهم، يعيش البحارة بشكل خفيّ عن أعيننا وعن أعين مجتمعنا. وفي الاحتفال بأحد البحر أرغب بدعوة كل مسيحي لينظر حوله ويدرك مدى كثرة الأشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية والتي تأتينا من خلال عمل البحارة القاسي والمضني. وإن نظرنا بانتباه لحياتهم ندرك فورًا بأنها ليست حياة مغامرات رومانسية كما تقدمها لنا أحيانًا الأفلام والروايات.

أضاف عميد المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقلين يقول إن حياة البحارة صعبة، فبالإضافة إلى مواجهتهم لغضب وقوة الطبيعة، اللذان يسودان في كثير من الأحيان حتى على السفن الأكثر حداثة وتقدما من الناحية التكنولوجية، لا ينبغي أن ننسى خطر القرصنة التي لم تُغلب أبدًا بل تتحول وتظهر بأشكال جديدة ومتعددة في مختلف مجالات الملاحة وخطر الإجرام والتخلي عنهم بدون أجرة وغذاء وحماية في موانئ غريبة.

تابع الكاردينال أنطونيو ماريا فيليو يقول: البحارة لا يختارون رفقاء سفرهم، إذ كل طاقم يتكون من أشخاص ذوي جنسيات وثقافات وديانات مختلفة مجبرين على العيش معًا في إطار السفينة المغلق والتحدث بلغات غالبًا غير لغتهم الأم. كما وإن الوحدة والعزلة هما رفيقتا سفر البحارة، إذ بطبيعته يحمل عمل البحارة الأشخاص بعيدًا عن عائلاتهم لفترات طويلة. وفي معظم الأحيان يولد أبناءهم وينمون في غيابهم مما يزيد شعور الوحدة والعزلة الذي يرافق حياتهم.

أضاف الكاردينال فيليو يقول: تقدم الكنيسة بعنايتها الوالدية منذ أكثر من تسعين عامًا مساعدتها الراعوية للبحارة من خلال عمل راعوية البحار. إذ يتم استقبال آلاف البحارة سنويًّا في المرافئ لدى مراكز نجمة البحر حيث يمكنهم أن يرتاحوا بعيدًا عن السفينة ويتصلوا بعائلاتهم بواسطة وسائل الاتصالات العديدة التي توضع تحت تصرفهم. كما ويزور المتطوعون البحارة على متن السفن وفي المستشفيات مقدمين لهم كلمة عزاء وإنما أيضًا مساعدة ملموسة عند الضرورة، ناهيك أيضًا عن الكهنة المستعدين على الدوام لتقديم المساعدة الروحية لمن يحتاجها من البحارة.

وختم الكاردينال أنطونيو ماريا فيليو عميد المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقلين رسالته بمناسبة يوم أحد البحر بالقول: إن راعوية البحار هي غالبًا صوت من لا صوت له، فهي تندد بالاستغلال والظلم، وتدافع عن حقوق البحارة وتطالب المؤسسات والأفراد باحترام الاتفاقيات الدوليّة. وبينما نعبر في أحد البحر هذا عن امتناننا للذين يعملون في المؤسسات البحرية، نطلب بثقة من العذراء مريم نجمة البحر بأن تقود وتنير وتحامي عن جميع البحارة وتعضُد أعضاء راعوية البحار في خدمتهم الراعوية.








All the contents on this site are copyrighted ©.