2014-07-07 12:25:37

البطريرك الماروني: نصلّي لله من اجل إحلال السلام في سوريا والعراق والأراضي المقدسة، ومن اجل الاستقرار في لبنان


في عظته مترئسا قداس الأحد في المقر البطريركي الصيفي في الديمان، شمال لبنان، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: لقد اتّخذت يوم انتخابي بطريركًا، أي أبًا ورأسًا لكنيستنا المارونية، شعار "شركة ومحبّة" كبرنامج لخدمتي. مَن منّا لا يشعر بضرورة بناء حياتنا العائليّة والاجتماعيّة والوطنيّة على أساس الشركة والمحبّة؟ أليست هذه حاجة المجتمع اللبناني المنشطر سياسيًّا لشطرَين متعاديَين ومتناقضَين ومترافضَين؟ مَن منّا لا يأسف لنتائج هذا الانشطار الذي يُطاول قلب العائلة الواحدة والمدرسة والجامعة والمجتمع؟

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية أضاف غبطته إننا نقول للذين يُعطّلون انتخاب رئيس للجمهوريّة، بشكل مباشر أو غير مباشر ومَن يتستّر وراءهم من الداخل والخارج، أنّهم يُنزلون ضررًا كبيرًا بلبنان. فدولة لبنان ليست ملكا لأحد، بل هي وديعة ثمينة مؤتمنٌ عليها جميع اللبنانيّين. ولبنان دولة تنتمي إلى منظمة الأمم المتحدة وهو عضوٌ فيها وأحد مؤسّسيها، وإلى جامعة الدول العربية كذلك. فيجب أن يظلّ مكان رئيس الجمهوريّة محفوظًا فيهما. لذا، نناشد من جديد دولة رئيس مجلس النواب دعوة المجلس لجلسات انتخابيّة يوميّة، وقد أصبحت إلزاميّة وحصريّة بموجب الدستور. فمن خلال الاقتراع والتشاور المتواصلَين يوميًّا يتمّ التوافق على انتخاب الرئيس الأنسب لدولة لبنان اليوم، وليس خارج هذه الجلسات.

أضاف البطريرك الراعي أنّ شعار "شركة ومحبّة" مُترجم أساسًا في ميثاق العيش المشترك وصيغته، وهما تجربة لبنانيّة فريدة تقوم بشكل أساسيّ على فلسفة سياسيّة وجوديّة،  تحققت في ميثاقِ تلاقٍ حضاريّ بين أديان متمايزة، وفي صيغة حياتيّة تعترف بالآخر المغاير كشريك سياسيّ كامل العضويّة في إدارة شؤون الوطن، وتحافظ على الذاتيّات المتنوّعة والمكوّنة للنسيج المجتمعي اللبناني. ومن شأن هذه التجربة اللبنانيّة مساعدة بلدان الشرق الأوسط التي تعاني من ويلات الحرب والعنف والإرهاب وتنامي الحركات الأصوليّة، على الخروج من انزلاقه المدمّر نحو الأحاديّة الدينيّة والمذهبيّة والسياسيّة والمجتمعيّة. وهو انزلاقٌ يتنوّع بين مقصود ومفروض، وفي كلا الحالَين مميت. ومع هذا نصلّي دائمًا إلى الله من اجل إحلال السلام في سوريا والعراق والأراضي المقدسة، ومن اجل الاستقرار في لبنان. وفي هذا الأحد الذي نتأمّل فيه برسالة الكنيسة والمسيحيّين، يجب علينا  أن نحافظ على رسالة لبنان، الذي قال فيه البابا القديس يوحنّا بولس الثاني: "لبنان أكثر من بلد، إنّه رسالة".








All the contents on this site are copyrighted ©.