2014-06-26 15:32:59

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في أعمال الجمعية العامة السابعة والثمانين لهيئة "رواكو"


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان، المشاركين في أعمال الجمعية العامة السابعة والثمانين لهيئة "رواكو" المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية، وللمناسبة وجه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال: لقد كانت لي نعمة القيام بزيارة حج إلى الأراضي المقدسة، ولقاء اليوم هذا يسمح لي أن أجدد معانقتي لجميع الكنائس الشرقيّة. لنشكر الرب معًا ولنصلّي لكي تحمل هذه الزيارة الرسوليّة – كالبذار الصالحة – ثمارًا كثيرة. فالرب هو الذي يجعلها تنبت وتنمو، إن أوكلنا إليه أنفسنا بالصلاة وثابرنا على دروب الإنجيل، بالرغم من المعاكسات.

تابع الأب الأقدس يقول إن شجرة الزيتون التي زرعتها في حدائق الفاتيكان مع بطريرك القسطنطينيّة والرئيسين الإسرائيلي والفلسطيني تذكرنا بأن السلام أكيد فقط إن "زرعته" أيادٍ كثيرة. فعلى الذي يلتزم "بالزراعة" ألا ينسى أن النمو متوقف على الزارع الحقيقي الذي هو الله. ومن ثمّ فالسلام الحقيقي، والذي لا يمكن للعالم أن يمنحه، هو ما يعطينا إياه يسوع المسيح. وبالتالي، بالرغم من الجراحات الخطيرة التي، وللأسف، لا يزال السلام يتعرّض لها اليوم، فهو ما زال قادرًا على الانبعاث مجدّدًا وعلى الدوام.

أضاف الحبر الأعظم يقول: إن المدعوين الأوائل لتعزيز السلام هم الإخوة والأخوات الشرقيين مع رعاتهم. ليتمكنوا، برجائهم فوق كل رجاء ومن خلال البقاء حيث وُلدوا وحيث منذ البدء تردد صدى إنجيل ابن الله المتجسّد، من اختبار الطوبى "للساعين إلى السلام، فأنهم أبناء الله يُدعون" (متى 5، 8). وليتمكنوا دائمًا من الحصول على دعم الكنيسة الجامعة ليحافظوا على اليقين بأن نار العنصرة، قوة المحبة، بإمكانها أن تُطفئ نيران الأسلحة والحقد والانتقام. وبالتالي فدموعهم ومخاوفهم هي دموعنا ومخاوفنا أيضًا ورجاؤهم هو رجاؤنا. وسيظهر ذلك من خلال تضامننا إن كان ملموسًا وفعّالاً، قادرًا على حث الجماعة الدولية للدفاع عن حقوق الأفراد والشعوب.

تابع البابا فرنسيس يقول: أعبر معكم عن قرب الكنيسة الكاثوليكية خصوصًا من الإخوة والأخوات في سوريا والعراق ومن أساقفتهم وكهنتهم، شاملاً الأرض المقدس والشرق الأوسط وأيضًا أوكرانيا الحبيبة في المرحلة الخطيرة التي تعيشها ورومانيا. إن مساعدتكم للبلدان الأكثر تضرّرًا يمكنها أن تُجيب على الحاجات الأوليّة، لاسيما لحاجات الصغار والأكثر ضعفًا، كالعديد من الشباب المعرضين لتجربة ترك بلدهم الأم. وبما أن الجماعات الشرقية موجودة في كلّ العالم، حاولوا أن تحملوا العزاء والدعم في كل مكان إلى العديد من النازحين واللاجئين معيدين إليهم الكرامة والأمان مع الاحترام الواجب لهويتهم وحريتهم الدينيّة.

وختم الأب الأقدس كلمته للمشاركين في أعمال الجمعية العامة السابعة والثمانين لهيئة "رواكو" بالقول: أيها الأصدقاء الأعزاء، أشجعكم لتحملوا إلى الأمام الأولويات التي حددتموها  في أعمال جمعيتكم العامة السابقة، لاسيما تنشئة الأجيال الجديدة والمربين. وفي الوقت عينه، ومع اقتراب الجمعية العامة الاستثنائية لسينودس الأساقفة المكرسة للعائلة، أدعوكم لإعطاء أولوية في هذا المجال أيضًا، في ضوء الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط". في الواقع، إن عائلة الناصرة المقدسة "التي عاشت أيضًا... ألم الاضطهاد والهجرة والتعب اليومي القاسي" تعلمنا "الثقة بالآب، الاقتداء بالمسيح والاستسلام لإرشاد الروح القدس" (الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط" عدد 59). لترافق أم الله العائلات كلٌّ بمفردها لأنه بفضلها يمكن للكنيسة – بفرح الإنجيل وقوته – أن تكون على الدوام أمًا خصبة ومندفعة في بناء عائلة الله الشاملة.








All the contents on this site are copyrighted ©.