2014-06-03 14:19:38

أساقفة إسبانيا: لنبني فسحات رجاء


"لنبني فسحات رجاء" هذا هو عنوان الرسالة التي وجهها مجلس أساقفة إسبانيا بمناسبة الاحتفال بعيد جسد الرب والذي يصادف هذا العام في الثاني والعشرين من حزيران الجاري ومع الاحتفال بيوم المحبة في إسبانيا. تتمحور هذه الرسالة حول الافخارستيا كسرّ حب ورجاء وتدعو المسيحيين، لاسيما أولئك الذين يعملون في إطار الأعمال الخيرية والاجتماعية، ليفتحوا أعينهم أمام ألم الإخوة الأشد فقرًا وللإصغاء إلى الشعوب التي تعاني من الجوع، ولبناء فسحات رجاء.

دعا أساقفة إسبانيا المؤمنين في رسالتهم هذه للنظر إلى الواقع ليس انطلاقًا من مكاسب الشركات الكبرى وتدفق القروض المصرفيّة وفوائد السوق والنتائج الاقتصادية العالميّة، وإنما انطلاقًا من "عدد العاطلين عن العمل والمهمشين، والحد الأدنى من المداخيل ومؤشّر الفقر والاقتطاع من الحقوق الاجتماعية" وهذا يعني "بالنظر إلى الواقع بعيني الله ومن جانب الفقراء" ووجهة النظر هذه تسمح لنا بأن نفهم أنه بعد ست سنوات على بداية الأزمة الاقتصادية بات الأشخاص الذين لا يتعرضون للإقصاء الاجتماعي أقل عددًا واتسعت الهوة بين "الذين يعيشون حالات من الاندماج والآخرون الذين يعانون الإقصاء"، حاملةً "شطرًا من الشعب على العيش في ظروف لا تحتمل" بسبب "النمو التدريجي لانعدام المساواة ولمؤشّر الفقر لدى الأطفال".

من هنا يطلق أساقفة إسبانيا النداء لكي لا ينسى المؤمنون أنه وبحسب منظمة الفاو هناك 845 مليون شخص في العالم يعانون من الجوع المزمن، ما يشكل دافعًا حقيقيًّا لوضع لا يمكن قبوله، علمًا بأن الغذاء يكفي للجميع بينما الجوع يسببه سوء توزيع الخيور والهدر في المواد الغذائية". أمام هذه المعطيات يتابع الأساقفة الأسبان القول بأنه لا يمكن أن نقف غير مبالين وأن نفقد الشجاعة. وإنما ينبغي أن نتصرف من خلال بناء فسحات رجاء في مجتمع تخنقه الأزمة. وهذه الفسحات يمكن خلقها من خلال تصرفات تضامن يوميّة بسيطة، بعيدًا عن أي هدر في الطعام مع الإقرار بالوظيفة الاجتماعية للملكية ومبدأ تخصيص الخيور للجميع، مدافعين عن حقوق الأشخاص الأشد فقرًا، عن طريق خلق ذهنية جديدة تحمل على التفكير في إطار جماعي وضمان أولوية الحياة عوضًا عن الاستحواذ الغير مشروع على خيور آخرين.

هذا ودعا الأساقفة إلى الإسهام في اقتصاد يكون في خدمة الكائن البشري لا في خدمة المال أو السوق، وإلى رفض اقتصاد الإقصاء والتهميش والتنديد به لأنه يقتل. "فلننظر إلى الأشخاص الأشد ضعفًا ولنعزز نموًا متكاملاً للفقراء ولنتعاون في إيجاد حلول للأسباب البنيوية للفقر. وختم أساقفة إسبانيا رسالتهم بمناسبة الاحتفال بعيد جسد الرب متمنين خلق فسحات للحياة والعدالة والأخوة.








All the contents on this site are copyrighted ©.