2014-06-02 13:47:45

البابا يستقبل أساقفة زيمبابوي في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في الفاتيكان أساقفة زيمبابوي الكاثوليك في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية. وقد سلم الحبر الأعظم ضيفوه الثمانية خطابا مكتوبا استهله مرحبا بهم ومعربا عن سروره للقائهم في الفاتيكان حيث قاموا بتلاوة الصلوات على ضريحي الرسولين بطرس وبولس اللذين كرسا حياتهما لخدمة المسيح وكنيسته. بعدها توجه البابا بالشكر على الكلمة التي وجهها له الأسقف باسيرا نيابة عن أساقفة زيمبابوي وجميع المؤمنين الكاثوليك في البلد الأفريقي. وتمنى أن تشكل أيام الصلاة هذه فترة للتجدد الروحي.

بعدها رفع البابا فرنسيس الشكر والحمد لله على الشهادة الأصيلة لموت المسيح وقيامته من بين الأموات التي تقدمها الكنيسة في زيمبابوي والتي عرفت الازدهار والنمو منذ العصور المسيحية الأولى، في منطقة جنوب أفريقيا. وقد كرس الأساقفة والكهنة والمؤمنون على مر التاريخ حياتهم كيما يتجذر الإيمان وينمو في ربوع البلاد. فأصبحت الكنيسة شجرة فتية قوية في حديقة الرب، مفعمة بالحياة ومحمّلة بالثمار الوافرة. كما أن أجيالا عديدة في زمبابوي تلقت التعليم في المدارس الكاثوليكية، لاسيما العديد من القادة السياسيين. كما أن المستشفيات الكاثوليكية اعتنت – على مر العقود – بالمرضى والمعوقين وقدّمت لهم الشفاء الجسدي والنفسي. كما أن البلاد شهدت نموا ملحوظا في الدعوات إلى الحياة الكهنوتية والمكرسة.

ثم لفت البابا في خطابه إلى أساقفة زيمبابوي إلى أن الكنيسة الكاثوليكية وقفت إلى جانب شعبها، قبل الاستقلال وبعده، لاسيما خلال سنوات الألم والمعاناة التي حملت ملايين المواطنين على مغادرة البلاد بسبب الإحباط واليأس، كما زُهقت أرواح كثيرة وذُرفت أنهار من الدموع.

بعدها ذكر البابا أن الأساقفة رفعوا دوما صوتهم دفاعا عن شرائح المجتمع الأكثر ضعفا لاسيما الأشخاص المهمشين واللاجئين، وأشار – على سبيل المثال – إلى الرسالة الرعوية التي أصدرها الأساقفة في العام 2007 حول موضوع "الله يسمع صرخة المضطهدين". وقد سلّطت الرسالة الضوء على الأزمة الروحية والخلقية التي تستمد جذورها من الحقبة الاستعمارية وصولا إلى زماننا الراهن، مع التشديد على أهمية الخطيئة التي تتطلب من كل إنسان التوبة وتجدد الحس الخلقي في ضوء الإنجيل.

هذا ثم حثّ الحبر الأعظم ضيوفه على مساعدة المسيحيين الموزعين على معسكري الصراع في بلوغ الوحدة، مذكّرا بأن أتباع المسيح ينتمون إلى كل الأحزاب السياسية وإلى كل الأعراق والطبقات الاجتماعية. وشدد البابا على ضرورة أن  تُظهر الكنائس المحلية أن المصالحة ليست عملا معزولا بل إنها مسيرة طويلة ترتكز إلى المحبة التي تشفي بواسطة عمل كلمة الله، كما جاء في الإرشاد الرسولي "التزام أفريقيا" للبابا بندكتس السادس عشر.

هذا ثم طلب الحبر الأعظم إلى أساقفة زيمبابوي أن يشجعوا المؤمنين على أن يعوا جيدا أن الله يصغي إلى نداءاتهم وتضرعاتهم، لأنه لا يسعه إلا أن يسمع صرخة الفقير. وفي زمن الفصح هذا، حيث تحتفل الكنيسة في العالم كله بذكرى انتصار المسيح على الخطيئة والموت، لا بد من الكرازة بإنجيل القيامة وعيشه في زيمبابوي، كما يجب ألا ننسى أبدا الدرس الذي نتعلمه من قيامة السيد المسيح. ومن هذا المنطلق لا بد أن يشجع الأساقفة المؤمنين باستمرار على تجديد اللقاء الشخصي مع الرب القائم من الموت، والعودة إلى الأسرار لاسيما سري المصالحة والافخارستيا، اللذين يشكلان مصدر وذروة حياتنا المسيحية، كما قال البابا.

بعدها شدد الحبر الأعظم على ضرورة أن يسعى الأساقفة لتعزيز الوحدة مع الكهنة، ومتابعة البحث عن دعوات جديدة للحياة الكهنوتية ومرافقة مسيرة الكهنة الجدد من خلال تشجيعهم على الكرازة بالإنجيل وعيشه. ختاما ذكّر البابا ضيوفه بأن مستقبل الكنيسة في زيمبابوي وأفريقيا كلها يعتمد بشكل أساسي على تنشئة المؤمنين العلمانيين كما أن الكنيسة تحتاج إلى معلمي دين غيورين ومقدامين يعملون بشكل وثيق مع رجال الدين والعلمانيين.








All the contents on this site are copyrighted ©.