2014-06-02 14:46:13

البابا فرنسيس لحركة التجدد بالروح القدس: اثبتوا متحدين في المحبة التي يطلبها الرب يسوع منا


بمناسبة اللقاء الوطني السابع والثلاثين لحركة التجدد بالروح القدس، التقى قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الأحد في إستاد روما الأولمبي بالمشاركين في هذا اللقاء وللمناسبة ألقى الحبر الأعظم كلمة رحب بها بالجميع وشكرهم على حضورهم وقال: لقد ولدتم بمشيئة الروح القدس كـ "تيّار نعمة في الكنيسة ومن أجل الكنيسة" وهذا ما أنتم عليه: أنتم تيّار نعمة! ما هي أول موهبة للروح القدس؟ إنها عطية ذاته، فهو الحب الذي يجعلنا نحب يسوع، وهذا الحب يغيّر الحياة، ولذلك نقول: "نولد مجددًا من الروح" كما قال يسوع لنيقوديموس. لقد نلتم أيضًا عطيّة تنوع المواهب الكبيرة، ذلك التنوع الذي يحمل إلى تناغم الروح القدس وخدمة الكنيسة.

تابع البابا فرنسيس يقول: إن حركة التجدد بالروح القدس هي قوة كبيرة في خدمة إعلان الإنجيل بفرح الروح القدس. لقد نلتم الروح القدس الذي جعلكم تكتشفون محبة الله لجميع أبنائه والمحبة للكلمة المتجسّد. أنتم شعب الله، شعب التجدد بالروح القدس ولذلك تنبّهوا لكيلا تفقدوا الحريّة التي منحنا إياها الروح القدس، لأن الخطر الذي يواجهكم، وكما يقول غالبًا الأب رانييرو كانتالاميسا، هو الإفراط في التنظيم. صحيح أنكم تحتاجون لتنظيم معيّن لكن لا تفقدوا النعمة بأن تسمحوا لله بأن يبقى الله! إذ ما من حريّة أكبر من تلك التي يمنحنا إياها الروح القدس إن سمحنا له بأن يقودنا متخلّين عن أي حساب أو رقابة، وإن سمحنا له بأن ينيرنا ويقودنا ويوجهنا ويدفعنا إلى حيث يشاء. فهو يعرف جيّدًا ما نحتاج إليه في كل مرحلة.

أضاف الأب الأقدس يقول: هناك أيضًا خطر آخر وهو أن نصبح "رقباء" لنعمة الله. إذ غالبًا ما يصبح مسؤولو بعض المجموعات أو الجماعات "أوصياء" على نعمة الله فيقررون من يمكنه أن ينال صلاة حلول الروح القدس أو معمودية الروح ومن لا يمكنه ذلك. بالتالي إن كان بينكم من يقوم بهذا الأمر أسألكم أن تتوقفوا عن فعله لأنكم موزعين لنعمة الله ولستم "رقباء" عليها! لا تكونوا كالـ "جمارك" للروح القدس!

تابع البابا فرنسيس يقول: لقد طُلب مني أن أقول لكم ما ينتظره البابا منكم. أولاً الارتداد إلى محبة يسوع الذي يغيّر الحياة ويجعل من المسيحي شاهدًا لمحبة الله. فالكنيسة تنتظر منكم شهادة الحياة المسيحية هذه، والروح القدس سيساعدنا على عيش هذه الشهادة الصادقة للإنجيل من أجل قداستنا. أتوقع منكم أن تتقاسموا مع الجميع في الكنيسة نعمة معمودية الروح القدس، وأن تحملوا البشارة بكلمة الله التي تعلن بأن يسوع حي ويحب جميع البشر. أعطوا شهادة مسكونية روحية مع الإخوة والأخوات المنتمين إلى كنائس أخرى وجماعات مسيحية تؤمن بيسوع كرب ومخلّص. اثبتوا متحدين في المحبة التي يطلبها الرب يسوع منا من أجل جميع البشر، وفي الصلاة للروح القدس لنحقق هذه الوحدة الضرورية من أجل البشارة باسم يسوع. تذكروا بأن حركة التجدد بالروح القدس هي حركة مسكونيّة بطبيعتها... اقتربوا من الفقراء والمعوزين لتلمسوا في أجسادهم جسد يسوع المجروح، وابحثوا عن الوحدة فيما بينكم داخل الحركة، لأن الوحدة تأتي من الروح القدس وتولد من اتحاد الثالوث الأقدس. أما الانقسام فهو من الشيطان ولذلك تجنبوا الصراعات الداخلية، إنها أمر لا يجب أن يكون فيما بينكم!

وختم الأب الأقدس كلمته بمناسبة اللقاء الوطني السابع والثلاثين لحركة التجدد بالروح القدس بالقول: تذكروا أيها الإخوة والأخوات بأن تعبدوا الله لأن هذا هو الجوهر والأساس! إبحثوا عن القداسة داخل حياة الروح القدس الجديدة وكونوا موزعين لنعمة الله وابتعدوا عن خطر التنظيم المفرط. أخرجوا إلى الطرقات لتبشروا وتعلنوا الإنجيل. تذكروا أن الكنيسة ولدت بهذا "الخروج" في صباح يوم العنصرة. اقتربوا من الفقراء واسمحوا للروح القدس بأن يقودكم! وأنا أنتظركم مع جميع أفراد حركة التجدد بالروح القدس في العالم لنحتفل معًا بيوبيلكم الكبير في عيد العنصرة عام 2017 في ساحة القديس بطرس!








All the contents on this site are copyrighted ©.