2014-05-31 15:12:01

عظة البابا فرنسيس في السيامة الأسقفية لنائب أمين سرّ سينودس الأساقفة


ترأس قداسة البابا فرنسيس القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان منح خلاله السيامة الأسقفية للمونسنيور فابيو فابينيه نائب أمين سرّ سينودس الأساقفة، وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة تحدث فيها عن دور الأسقف وأهميته وقال: في الأسقف المحاط بكهنته يحضر بينكم ربنا يسوع المسيح الكاهن الأعظم. فالمسيح، في الواقع، هو الذي يتابع من خلال الأسقف بشارة إنجيل الخلاص وتقديس المؤمنين بواسطة أسرار الإيمان، والمسيح من خلال أبوة الأسقف هو الذي ينمي الأعضاء الجديدة في الكنيسة جسده، هو المسيح أيضًا الذي بحكمة الأسقف وفطنته يقود شعب الله في مسيرة حجّه الأرضي نحو السعادة الأبديّة.

تابع الأب الأقدس يقول: اقبلوا إذًا بفرح وامتنان أخانا الأسقف هذا الذي بوضع أيدينا نحن الأساقفة، نشركه اليوم في مجمع الأساقفة، فقدِّموا له الاحترام الواجب كخادم للمسيح وموزع لأسرار الله، أُوكلت إليه الشهادة للإنجيل وخدمة الروح للتقديس. أما بالنسبة لك أيها الأخ العزيز فابيو المختار من الرب تأمل بأنه تم اختيارك من الناس وللناس وأُقمت للاهتمام بأمور الله. لقد تم اختيارك من القطيع فلا تسمحن أبدًا للغرور والكبرياء والعجرفة بأن تسيطر عليك. وقد أقمت من أجل الناس فليكن دائمًا موقفك إذًا موقف الخدمة على مثال يسوع. إن كلمة أسقفيّة في الواقع هي اسم خدمة لأن الأسقف مدعو للخدمة ولا للتسلّط بحسب وصية المعلّم: "ليكن الأَكبَر فيكم كأَنَّه الأَصغر، والمترَئِّس كأَنَّه الخادم". لتكن كلمات القديس بولس التي سمعناها اليوم حاضرة أبدًا في حياتك: اسهر على نفسك وعلى شعب الله. وهذا السهر يعني التنبّه لتدافع عن نفسك أمام الخطايا والتصرفات الدنيوية ولتدافع عن شعب الله إزاء الذئاب التي يحدثنا عنها القديس بولس.

أضاف البابا فرنسيس يقول: أَعلِن كلمَة الله وأَلحَّ فيها بوَقتها وبغير وَقتِها، وَبِّخ وأَنذِر والزَمِ الصَّبرَ والتَّعليم، ومن خلال الصلاة وتقدمة الذبائح من أجل شعبك، استقي من ملء قداسة المسيح غنى النعمة الإلهية.  فالسهر على شعب الله يعني الصلاة أيضًا، الصلاة من أجل الشعب على مثال موسى الذي رفع يديه إلى السماء بصلاة تشفّع، تلك الصلاة الشجاعة في لقاء وجه لوجه مع الرب.

كن حارسًا أمينا وموزعًا لأسرار المسيح في الكنيسة الموكلة إليك. إتبع مثال الراعي الصالح الذي يعرف خرافه وخرافه تعرفه وهو لا يتوانى أبدًا عن بذل حياته من أجلها. أحبب بقلب أب وأخ جميع الذي أوكلهم الله إليك لاسيما الكهنة والشمامسة ومعاونيك في الخدمة، وإنما أحبب أيضًا الفقراء والضعفاء والمحتاجين لمساعدة واستقبال. شجع المؤمنين على التعاون في الالتزام الرسولي وأصغِ إليهم.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: اسهر بمحبة ورحمة على قطيعك حيث وضعك الروح القدس لتدعم كنيسة الله وتدافع عنها. أسهر ولا تنم، وليرافقك الرب في هذا السهر الذي أكله إليك اليوم باسم الآب الذي تظهر صورته من خلالك، والابن الذي أقامك معلمًا وكاهنًا وراعيًا، والروح القدس الذي يعطي الحياة للكنيسة وبقوته يعضد ضعفنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.