2014-05-31 13:02:15

رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في لقاء ينظمه المجلس الحبري كور أونوم  حول سورية


وجه البابا فرنسيس عصر أمس الجمعة رسالة إلى المشاركين في لقاء ينظمه المجلس البابوي قلب واحد، كور أونوم، بشأن الأوضاع الإنسانية في سورية وسبل تعامل المنظمات الخيرية الكاثوليكية معها. استهل الحبر الأعظم رسالته شاكرا الحاضرين على مشاركتهم في اللقاء وعلى إسهامهم اليومي في تقديم يد العون إلى المواطنين السوريين المحتاجين أكان على الأراضي السورية، أم في الدول المجاورة. وخص البابا بالشكر رئيس المجلس الحبري المذكور الكاردينال روبرت سارا، والممثلين عن المنظمات الإعانية الكاثوليكية الذين قدموا من الشرق الأوسط خصيصا لهذه الغاية، لافتا إلى أنه يحمل في قلبه وعينيه منطقة الشرق الأوسط، لاسيما بعد زيارة الحج التي قادته إلى الأرض المقدسة الأسبوع الماضي.

هذا ثم ذكّر البابا فرنسيس المشاركين في المؤتمر باللقاء المماثل الذي عُقد لسنة خلت وتم التأكيد خلاله على التزام الكنيسة في التعامل مع هذه الأزمة بالإضافة إلى إطلاقها نداءات عدة من أجل السلام. ولفت الحبر الأعظم إلى أن اللقاء الذي يُعقد هذا العام يرمي إلى تقييم الانجازات التي تحققت على هذا الصعيد، وتجديد الالتزام في متابعة السير على هذا الطريق، بالإضافة إلى تعزيز التعاون. بعدها أكد البابا أن الأزمة السورية لم تُحل حتى اليوم، محذرا من خطر الاعتياد عليها ونسيان الضحايا والآلام وآلاف اللاجئين ومن بينهم العديد من العجزة والأطفال الذين يعانون من الجوع والأمراض وليدة الحرب وغالبا ما يموتون لهذا السبب.

لم تخلُ رسالة البابا من الإشارة إلى ظاهرة تحدث عنها في أكثر من مناسبة ألا وهي "عولمة اللامبالاة". وأكد أن النشاطات التي تقوم بها الهيئات الخيرية والإعانية الكاثوليكية تشكل تعبيرا أمينا عن محبة الله لأبنائه الذين يعانون من الاضطهاد والقلق! إن الله يصغي إلى صراخهم، ويعرف مدى معاناتهم ويريد أن يحررهم!

من الأهمية بمكان – مضى البابا إلى القول – أن تتعاون الهيئات الكاثوليكية بشكل وثيق مع رعاة الكنيسة والجماعات الكنسية المحلية بغية البحث عن أشكال من التعاون المستقر، في إطار الحوار مع مختلف الأطراف، بهدف تقديم الدعم بصورة أفضل للكنائس المحلية وجميع ضحايا الحرب بدون أي تمييز عرقي، ديني أو اجتماعي.

بعدها ضمّن البابا رسالته نداء إلى ضمائر المشاركين في هذا الصراع، والمؤسسات العالمية والرأي العام. وقال: كلنا نعي أن مستقبل البشرية يُبنى بواسطة السلام لا من خلال الحرب: الحرب تدمر، تقتل، وتفقر الشعوب والبلدان. أطلب من كل الأطراف النظر إلى الخير المشترك والسماح بتقديم المساعدات الإنسانية وإسكات الأسلحة في أقرب وقت ممكن والالتزام في التفاوض واضعين مصلحة سورية وسكانها فوق كل اعتبار، بمن في ذلك الأشخاص الذين لجئوا إلى الخارج، ولهم الحق في العودة إلى وطنهم في أقرب فرصة. أفكر بنوع خاص بالجماعات المسيحية العزيزة، التي تشكل وجه كنيسة تتألم وترجو. إن بقاء هؤلاء المسيحيين على قيد الحياة في منطقة الشرق الأوسط كلها يشكل مصدر قلق بالغ للكنيسة الجامعة: يجب أن تبقى المسيحية على قيد الحياة في المناطق حيث تستمد جذورها!

ختاما شكر البابا المشاركين في المؤتمر على جهودهم الحثيثة ومنح الكل بركاته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.