2014-05-31 15:12:19

رسالة البابا بمناسبة اللقاء التاسع والتسعين للكاتوليكنتاغ في راتيسبونا


بمناسبة انعقاد اللقاء التاسع والتسعين للكاتوليكنتاغ من الثامن والعشرين من أيار مايو وحتى الأول من حزيران يونيو في مدينة راتيسبونا الألمانية تحت عنوان "بناء جسور مع المسيح" وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة كتب فيها: تريدون من خلال هذه الأيام أن تحتفلوا معًا وتتعلموا من بعضكم البعض وتصلّوا من أجل بعضكم البعض فتتمكنوا هكذا من خلال هذا اللقاء أن تشهدوا لإيماننا كبناة جسور في الكنيسة والمجتمع.

تابع الأب الأقدس يقول: إن واجبنا الدائم نحن المسيحيون هو أن نبني جسور علاقات ونقيم حوارًا مع الآخرين حول أسئلة الحياة ولاسيما ألا نُهمل الاهتمام بالحدود إن كانت حدود المجتمع أو الدين أو العلاقات الإنسانية. فالمسيح هو الأساس الذي عليه نبدأ بناءنا، وهو الذي هدم جدار الفصل بين البشر وبين الله والبشر (راجع أفس 2، 14). بموته على الصليب وقيامته هو يبني لنا جسرًا نحو الحياة. وبصعوده يصبح بنّاء جسورٍ بين الله والبشر، وبواسطة المعمودية والتثبيت يدعونا لإتباعه كبناة جسور.

أضاف الأب الأقدس يقول: يعلمنا التاريخ أن الحوار ليس عمليّة سهلة، لاسيما وقد ارتفعت في القلوب جدران عدم الثقة والغضب والحقد تجاه الآخرين. بهذا الشكل يعزل المرء نفسه في استيائه، فترتفع الجدران أولاً في القلوب ومن ثم بين البيوت فتصبح عندها المصالحة صعبة! لقد عشتم في بلادكم خبرة مرّة مع جدار برلين. كم من ألم وكم من فصل قد حمل هذا الجدار! ولكن بعد ذلك اجتمع بعض الأشخاص في الكنائس للصلاة من أجل السلام وبقوة صلاتهم بدؤوا يخرجون في مدنهم أسبوعًا بعد أسبوع، فزاد عددهم واتحدوا مع بعضهم البعض وفي النهاية سقط جدار برلين وسنحتفل في هذا العام بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لهذا الحدث. وهنا تظهر رسالة المسيحيين: الصلاة ليخرجوا بعدها حاملين للآخرين البشرى السارة التي تتوق إليها البشرية.

وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول: إن بناء الجسور يعني الصلاة بشكل خاص. فالصلاة ليست دربًا باتجاه واحد وإنما هي حوار حقيقي، من خلاله يجيبنا المسيح ويساعدنا. ولكن من الأهمية بمكان أن نتيقّن لأن يسوع يكلمنا أحيانًا رويدًا رويدًا، يكلمنا من خلال الإنجيل ومن خلال لقاءاتنا بإخوتنا. اتكلوا على الرب وعلى مرافقته الرحيمة لنا! واعطوا من خلال الكاتوليكنتاغ علامة حقيقية للحوار: الحوار مع المسيح والحوار فيما بينكم، فتصبحون عندها شهودًا حقيقيّين ومعاونين فاعلين للمسيح في "بناء جسور" من أجل السلام والخلاص الأبدي.








All the contents on this site are copyrighted ©.