2014-05-23 13:29:42

عشية توجه البابا إلى الأرض المقدسة الكاردينال بارولين يتحدث عن هذه الزيارة وأبعادها


عشية بداية زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى الأرض المقدسة والتي سيبدأها يوم غد السبت لمناسبة الذكرى السنوية الخمسين للقاء التاريخي في القدس بين البابا الطوباوي بولس السادس وبطريرك القسطنطينية الراحل أثيناغوراس، أجرى مركز التلفزة الفاتيكاني مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي سُئل عن الثمار التي قد تحملها زيارة الحج هذه، فقال إن الثمار ستكون ثمار اللقاءات المرتقبة بين الحبر الأعظم ومختلف الجماعات المقيمة في تلك المنطقة. وقال: إنها ثمرة سلام، خصوصا وأننا نعلم أن البابا فرنسيس سيزور أرضا معذبة، وآمل أن تكمن هذه الثمرة في مساعدة جميع المسؤولين المحليين وكل الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة على اتخاذ قرارات شجاعة على طريق السلام.

وفي رد على سؤال بشأن أفق الحوار الإسرائيلي الفلسطيني قال الكاردينال بارولين إن لإسرائيل الحق في التمتع بالأمن والسلام ضمن حدود معترف بها دوليا، كما يحق للشعب الفلسطيني أن تكون له دولة سيدة ومستقلة بالإضافة إلى حق التنقل بحرية وحق العيش بكرامة. كما أشار نيافته إلى ضرورة الإقرار بالطابع المقدس والكوني لمدينة القدس، وبإرثها الثقافي والديني: لكونها مكانا يستقطب الحجاج من مؤمني الديانات التوحدية الثلاث. وأكد المسؤول الفاتيكاني أن البابا سيسلط الضوء على هذه النقاط الأساسية خلال تواجده في الأرض المقدسة، تماشيا مع السياسة التي ينتهجها الكرسي الرسولي فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

بعدها أكد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان في حديثه لمركز التلفزة الفاتيكاني أن الحركة المسكونية كانت من بين انجازات المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، وجاءت في ختام مسيرة طويلة قامت بها الكنيسة الكاثوليكية. ولفت إلى الدفع القوي الذي قدمه للحوار بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية اللقاء الذي عُقد بين البابا بولس السادس والبطريرك أثيناغوراس، لافتا إلى أن الأفعال غالبا ما تكون أفضل من الكلمات! وعبّر الكاردينال بارولين عن أمله بأن يتمكن اللقاء المرتقب بين البابا فرنسيس والبطريرك برتلماوس الأول من إيقاظ هذه الشعلة مجددا، وحماسة السير في الطريق المسكونية.

وفي معرض حديثه عن أوضاع الجماعات المسيحية المقيمة في المنطقة، لاسيما في الأردن وفلسطين وإسرائيل، قال نيافته إن زيارة البابا ستكون لحظة فرح وتعزية بالنسبة لجميع المسيحيين المقيمين في الأرض المقدسة. وأعرب عن اعتقاده بأن الحبر الأعظم يريد التشديد على مسألتين هامتين من خلال اللقاء مع هذه الجاليات المسيحية: أن هؤلاء المسيحيين هم حجارة حية، وأنه بدون حضورهم تواجه الأرض المقدسة والأماكن المقدسة خطر التحوّل إلى متاحف، كما يقال غالبا. وأكد الكاردينال بارولين أن حضور المسيحيين هناك يؤكد وجود جماعة مسيحية حية، وحضورا حيا للرب القائم من الموت، وختم حديثه مشددا على الدور الذي يضطلع به مسيحيو الشرق الأوسط والأرض المقدسة داخل المجتمعات والبلدان التي يعيشون فيها. إنه دور أساسي! ويريد هؤلاء أن يضعوا أنفسهم بصدق بتصرف مواطنيهم كي يبنوا معا وطنا حرا، عادلا وديمقراطيا.








All the contents on this site are copyrighted ©.