مداخلة رئيس المجلس البابوي للعاملين الصحيين أمام المشاركين في أعمال الجمعية العامة السابعة والستين للصحة في جنيف

شارك رئيس المجلس البابوي للعاملين الصحيين المطران زيموفسكي في أعمال الجمعية العامة السابعة والستين للصحة المنعقدة في مدينة جنيف السويسرية. ألقى سيادته أثناء الأعمال مداخلة استهلها مشيرا إلى أن الكرسي الرسولي يُدرك التأثير الكارثي لظاهرة التبدل المناخي كما جاء في التقارير الصادرة بهذا الشأن عن منظمة الصحة العالمية. وهذه الظاهرة أثّرت على صحة الإنسان خصوصا لكونها انعكست سلبا على نقاوة الهواء، ونوعية الطعام، كما أن النشاطات البشرية ساهمت في تبدّل المناخ وهي ظاهرة ستستمر انعكاساتها في المستقبل.

هذا ثم ذكّر المسؤول الفاتيكاني بكلمات البابا فرنسيس الذي دعا في أكثر من مناسبة إلى الحفاظ على الطبيعة، التي هي هبة منحنا إياها الله، ويجب أن توضع الموارد الطبيعية بخدمة جميع الأخوة والأخوات، بما في ذلك أجيال المستقبل. كما حث الحبر الأعظم جميع المسؤولين في العالم على تبني سياسات من شأنها ضمان احترام الأرض التي هي بيتنا المشترك، كما قال المطران زيموفسكي، الذي ذكّر أيضا بمواقف البابا الفخري بندكتس السادس عشر، عندما شدد على ضرورة ألا نقف لا مبالين إزاء المشاكل المرتبطة بالتبدل المناخي ومشاكل أخرى كالتصحّر وتدهور الإنتاج الزراعي على صعيد واسع، ناهيك عن تلوّث الأنهار والمياه وفقدان التنوع البيولوجي.

هذا ثم أكد رئيس المجلس البابوي للعاملين الصحيين أن هذه الظاهرة تؤثّر سلبا بنوع خاص على شرائح المجتمع الأشد فقرا وضعفا وتهميشا. وعاد ليشير إلى أن البابا راتزنغر سلط الضوء في أكثر من مناسبة على أهمية تعزيز التضامن بين البشر بهدف التخفيف من تأثيرات ظاهرة التبدل المناخي على الأخوة والأخوات الضعفاء حول العالم. كما عبّر سيادته عن ارتياح بعثة الكرسي الرسولي إزاء الدعوات إلى التضامن التي وردت في تقارير منظمة الصحة العالمية بهذا الشأن، آملا أن يساهم تطبيق القرارات المتخذة على هذا الصعيد بالتخفيف من تبعات هذه الظاهرة على العائلات.

وأكد سيادته أن الكرسي الرسولي ينوي المساهمة في الجهود المبذولة في هذا الإطار من خلال دعوته إلى انعقاد مؤتمر دولي في الفاتيكان، ينظمه المجلس البابوي للعاملين الصحيين من العشرين وحتى الثاني والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وختم المطران زيموفسكي مداخلته متمنيا أن تساهم أعمال الجمعية العامة في التشديد على مركزية الشخص البشري في إطار الجهود الهادفة إلى تعزيز صحة الإنسان.