2014-05-18 14:50:26

البابا فرنسيس يستقبل رابطة عمال الصليب الصامتين


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح هذا السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان رابطة عمال الصليب الصامتين بمناسبة الاحتفال بالمئوية الأولى على ولادة مؤسسهم الطوباوي لويجي نوفاريزيه، ووجه الأب الأقدس كلمة رحب بها بضيوفه وقال: أود أن أتذكر معكم إحدى التطويبات: "طوبى للمحزونين فإنهم يُعزّون" (متى 5، 5). بهذه الكلمات النبويّة يتحدث يسوع عن ظروف حياة أرضيّة يعيشها كل إنسان. إذ هناك من يبكي لأنه ليس لديه صحة، كما وهناك من يبكي لأنه وحده وغير مفهوم... كثيرة هي أسباب الألم، ويسوع قد اختبر في هذا العالم العذاب والذلّ. لقد جمع الآلام البشريّة وحملها على جسده وعاشها حتى العمق واحدة فواحدة. لقد عرف جميع أنواع العذابات، النفسيّة والجسدية: الجوع والتعب ومرارة عدم التفهم، تعرَّض للخيانة وتُرك وحده، جُلد وصُلب.

وأضاف البابا يقول إن الألم ليس قيمة بذاته ولكنه واقع يعلمنا يسوع أن نعيشه بالموقف الصحيح. في الواقع هناك أساليب صحيحة وأساليب خاطئة لعيش الألم. الموقف الخاطئ هو عيش الألم بشكل سلبيّ وبالاستسلام، أو بالثورة والرفض، أما يسوع فيعلّمنا عيش الألم من خلال قبول واقع الحياة بثقة ورجاء، واضعين محبة الله والقريب في الألم أيضًا لأن الحب يحوّل كل شيء.

تابع الحبر الأعظم يقول: هذا هو ما علّمكم إياه الطوباوي لويجي نوفاريزيه، من خلال تعليمه للمرضى وذوي الإعاقة على تقييم آلامهم داخل عمل رسوليّ يحملونه قدمًا بإيمان ومحبة تجاه الآخرين، فقد كان يقول: "ينبغي أن يشعر المرضى بأنهم المسؤولين عن رسالتهم"، إذ يمكن للشخص المريض أن يصبح عضدًا ونورًا للمتألمين الآخرين، محولاً بذلك البيئة التي يعيش فيها.

بهذه الموهبة أنتم عطية للكنيسة، وآلامكم هي كجراح يسوع، فهي من جهة تشكل عثرة للإيمان وأما من الجهة الأخرى فهي إثبات للإيمان والعلامة بأن الله محبة وبأنه أمين ورحيم ومعزي. لذا وباتحادكم بالمسيح القائم من الموت أنتم "عناصر فاعلة في عمل الخلاص والبشارة" (الإرشاد الرسولي العلمانيون المؤمنون بالمسيح، عدد 54). أشجعكم على الاقتراب من المتألمين في رعاياكم كشهود للقيامة، وهكذا تغنون الكنيسة وتساهمون في رسالة الرعاة بالصلاة وتقدمة آلامكم من أجلهم أيضًا. وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: أيها الأصدقاء الأعزاء، لتساعدكم العذراء لتكونوا عمالاً حقيقيين للصليب ومتطوعين للألم حقيقيين تعيشون الصلبان والألم مع المسيح بإيمان ومحبة. أبارككم وأسألكم أن تصلوا من أجلي.








All the contents on this site are copyrighted ©.