2014-05-11 09:18:35

البابا فرنسيس يلتقي طلاب المدارس الإيطالية ويتحدث عن الانفتاح على الواقع، اللقاء والتربية على ما هو حقيقي وخيّر وجميل


غصت ساحة القديس بطرس بالإضافة إلى شارع المصالحة والطرقات الفرعية المؤدية إلى الفاتيكان بعشرات آلاف الطلاب والتلامذة المنتمين إلى مختلف المدارس الإيطالية لمناسبة لقاء جمعهم عصر أمس السبت بالبابا فرنسيس، ونظمه مجلس أساقفة إيطاليا. وقد تخللت اللقاء كلمة لرئيس المجلس الكاردينال بانياسكو، الذي شدد على أن الأشخاص هم المورد الأول والأساسي للمدرسة.

وفي كلمة وجهها إلى الحاضرين في الساحة الفاتيكانية قال البابا من الواضح أن هذا التجمع هو عيد! إنه عيد المدرسة ونعرف جيدا أن هناك مشاكل عدة، لكنكم موجودون هنا ونحن موجودون هنا أيضا لأننا نحب المدرسة. بعدها عاد الحبر الأعظم بالذاكرة إلى سنين الطفولة، عندما كان في السادسة من عمره، ويتردد إلى مقاعد الدراسة ثم سلط الضوء على ثلاثة عناصر مهمة ترتكز إليها المدرسة: الانفتاح على الواقع، اللقاء والتربية على ما هو حقيقي وخيّر وجميل. وقال بهذا الصدد: أحب المدرسة لأنها مرادف الانفتاح على الواقع. هذا ما يجب أن تكون عليه! لكن هذا الأمر لا يحصل دائما، وبالتالي لا بد من إحداث شيء من التغيير.

وشدد البابا فرنسيس على ضرورة ألا نخاف من الواقع، مشيرا إلى أن المدرسة تساعدنا على فهم الواقع. وتابع يقول: التردد إلى المدرسة يعني أن نفتح ذهننا وقلبنا على الواقع، في غنى نواحيه وأبعاده المختلفة. وهذا أمر جميل جدا. وعندما يتعلّم التلميذ كي يتعلم، يحافظ على هذا الأمر مدى الحياة، ويبقى شخصا منفتحا على الواقع! واعتبر الحبر الأعظم أن على المعلّمين أن يكونوا منفتحين على الواقع على الدوام، ويجب أن يكون ذهنهم منفتحا على التعلّم. وقال بهذا الصدد: إن لم يكن المدرّس منفتحا على التعلّم، فهو ليس مدرّسا جيدا، ومثيرا للاهتمام. والفتيان يدركون هذا الأمر، ويجتذبهم المدرّسون من أصحاب الفكر المنفتح، ومن يبحثون عما هو "إضافي" وينقلون مواقفهم هذه للطلاب. ولهذا السبب – قال البابا – أنا أحبّ المدرسة.

بعدها أكد الحبر الأعظم أن المدرسة لا بد أن تكون مكانا للقاء، ومسيرة يجتازها الطلاب، حيث يلتقون أشخاصا مختلفين عنهم من حيث السن والثقافة والمنشأ وتنوع القدرات والكفاءات. كما شدد على ضرورة ألا يحصل أي تضارب بين المدرسة والعائلة إذ إن أدوارهما تتكامل فيما بينها، ومن الأهمية بمكان أن يتعاونا مع بعضهما. وتابع قائلا: إن كل هذه العناصر تجعلنا ننمو وتساعدنا على أن نحب الحياة، حتى عندما لا نشعر أننا بخير ونكون وسط المشاكل. إن التربية الحقيقية تجعلنا نحب الحياة وننفتح على ملء الحياة! كما أكد الحبر الأعظم أنه في المدرسة لا نتعلم فقط معرفة المضامين، بل نتربى أيضا على القيم. وختاما وجه البابا كلمة تشجيع إلى الحاضرين في الساحة الفاتيكانية داعيا إياهم للحفاظ على حبّهم للمدرسة.








All the contents on this site are copyrighted ©.