2014-05-09 14:43:05

البابا فرنسيس يستقبل أساقفة أثيوبيا وأريتريا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسوليّة


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان أساقفة أثيوبيا وأريتريا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسوليّة وللمناسبة سلّم الأب الأقدس ضيوفه كلمة كتب فيها: تشكل زيارتكم فرصة لنفكر معًا حول حياة الكنيسة في أثيوبيا وأريتريا ولنناقش الأفراح والتحديات التي تواجهونها يوميًّا. فبالرغم من انتمائكم لبلدان وطقوس مختلفة مميزة بغناها الخاص تبقى رسالتكم في خدمة المسيح وكنيسته هي نفسها: إعلان الإنجيل وتربية المؤمنين على القداسة والوحدة والمحبة. وعندما تُمارس هذه الخدمة بالتعاون والعضد المتبادل، يمكن عندها للكنيسة بالاتحاد مع الروح القدس أن تتنفس برئتيها الشرقية والغربية وتضطرم حبًّا بالمسيح. وأضاف البابا يقول: إن الإيمان الحاضر في بلدانكم منذ بدايات الكنيسة قد تغذّى وتجدد عبر السنين بفضل مرسلين أمناء تدفعهم محبتهم للمسيح لإعلان الإنجيل "كَيلا يَحْيا الأَحياءُ مِن بَعدُ لأَنْفُسِهِم، بل لِلَّذي ماتَ وقامَ مِن أَجْلِهِم" (2 كور 5، 15).

تابع البابا فرنسيس يقول إن مهمة البشارة التي أوكلت إليكم كخلفاء للرسل هي إحدى المهام التي تشتركون فيها مع كهنتكم الذين من خلال الوعظ وممارستهم للأسرار وأعمال المحبة التي يقومون بها يجعلون حضور المسيح مرئيًّا ويُظهرون حبه للعالم. ولذلك لكي يكونوا قديسين ومبشّرين فعالين بالإنجيل من الأهمية بمكان أن يبشّروا أنفسهم دائمًا وباستمرار، وذلك بدءًا من الاكليريكية من خلال تنشئة شاملة إنسانية وروحية، فكرية وراعوية. وبالتالي أدعوكم لتكونوا لهم آباءًا صالحين وأسخياء حاضرين من أجلهم ومتنبهين لحاجاتهم الإنسانية والروحية وعلى تنشئتهم الكهنوتية المستدامة.

أضاف الحبر الأعظم يقول: إن رسالة الكنيسة في أثيوبيا وأريتريا قد سارت قدمًا بفضل العديد من الرهبان والراهبات الذين ولأجيال عديدة قد ساهموا بسخاء في بناء جماعاتكم المحليّة. كثيرون منهم قد تركوا بلادهم وعائلاتهم وجاءوا إلى قرن أفريقيا ليساعدوا المكرسين المحليين في تربية الشباب والاهتمام بالمرضى والإجابة على الحاجات الراعوية لجماعاتكم. أضم صوتي إلى صوتكم في رفع الشكر لله على هؤلاء الرهبان والراهبات وعلى تضحياتهم وخدمتهم الثمينة.

يكتب المجمع الفاتيكاني الثاني بوضوح بأن البشارة ليست محفوظة فقط للإكليروس والمكرّسين وإنما هي واجب جميع المؤمنين الذين دُعوا لإعلان المحبة الخلاصية التي اختبروها في الرب يسوع. أُقدر الجهود التي بذلتموها لخلق فرص جديدة لتنشئة مسيحية للمؤمنين وللتواصل مع الشباب الذين يعيشون تلك المرحلة الأساسية من حياتهم والتي يواجهون من خلالها تحد تعميق لعلاقتهم بالمسيح وكنيسته ويتوقون لتأسيس عائلاتهم الخاصة.

وختم البابا فرنسيس كلمته لأساقفة أثيوبيا وأريتريا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية بالقول: أيها الإخوة الأعزاء، لقد دُعيتم مع كهنتكم والرهبان والراهبات والعلمانيين المؤمنين في كنائسكم المحلية لتنشروا أريج المسيح في وسط أثيوبيا وأريتريا. أشكركم على البرامج الاجتماعية التي تقومون بها بالتعاون مع الديانات الأخرى والمؤسسات الخيرية والحكومية والتي تهدف لتخفيف الألم والفقر، لاسيما تلك التي تهتم بالأطفال الأيتام الذين يعانون الجوع والعنف والفقر. لذا وباليقين الكامل بالصعوبات التي تواجهونها والنعم التي نلتموها، أتحد معكم بالصلاة من أجل فيض بركات متجدد على كنيستي أثيوبيا وأريتريا الحبيبتين، وأكلكم لشفاعة العذراء مريم أم الكنيسة وأمنحكم مع كهنتكم والرهبان والراهبات والعلمانيين المؤمنين في بلادكم فيض بركاتي الرسوليّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.