2014-05-06 12:37:11

المطران تومازي يشدد على التزام الكرسي الرسولي في تعزيز القيم والحقوق البشرية على الصعيد العالمي


إن الكرسي الرسولي ملتزم في مكافحة التعذيب وهدفه الأول يكمن في الدفاع عن حقوق الشخص البشري غير القابلة للتصرف. هذا ما قاله المطران سيلفانو ماريا تومازي، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، خلال مداخلة ألقاها يوم أمس الاثنين أمام المشاركين في أعمال الدورة الثانية والخمسين لخبراء اللجنة الأممية المعنية بمناهضة التعذيب. وقد شاء سيادته أن يشدد على أهمية تطبيق هذه المعاهدة على أراضي دولة حاضرة الفاتيكان، مع الإشارة إلى أن الكرسي الرسولي لا يتمتع بأي صلاحية قضائية أو قانونية على الأعضاء المنتمين إلى الكنيسة الكاثوليكية.

أكد الدبلوماسي الفاتيكاني أن الكرسي الرسولي يرى في هذه المعاهدة أداة ناجعة من أجل التصدي لأعمال تشكل تعديا خطيرا على الكرامة البشرية، مذكرا بأن دولة حاضرة الفاتيكان صدّقت على المعاهدة المتعلقة بمناهضة التعذيب في العام 2002 لافتا إلى أن مؤمني الكنيسة الكاثوليكية يخضعون للسلطة القضائية والقانونية التي تمارسها الدول المقيمين فيها. وشدد المطران تومازي على مسؤولية وواجب السلطات المدنية في حماية المواطنين وملاحقة الأشخاص المسؤولين عن الانتهاكات، عندما تقتضي الضرورة ذلك. وهذا ما يفعله الكرسي الرسولي فيما يتعلق بالأشخاص المقيمين في دولة حاضرة الفاتيكان، تماشيا مع الأنظمة والقوانين المرعية الإجراء.

كما لفت المسؤول الفاتيكاني إلى أن الكرسي الرسولي يحترم مبدأي استقلالية وسيادة الدول، ومن هذا المنطلق يشدد على الصلاحية المشروعة للدول كي تتصرف كطرف مسؤول عن تطبيق العدالة، فيما يتعلق بالجرائم والانتهاكات التي يمارسها الأشخاص الخاضعون لسلطتها. كما أكد المطران تومازي أن بعثة الكرسي الرسولي تأمل بأن يتم تطبيق هذه المعاهدة الدولية في الحالات الملائمة التي تنص عليها المعاهدة نفسها، داعيا إلى الحيلولة دون السعي إلى تطبيقها في حالات لم تلحظها الاتفاقية لأن هذا الأمر قد يعرض للخطر أوضاع الأشخاص الذين تُنتهك حقوقهم.

ختاما ذكّر سيادته بالمواقف العديدة التي اتخذتها الكنيسة الكاثوليكية – وعلى أعلى المستويات – من أجل التصدي لظاهرة التعذيب، لاسيما من خلال تعاليم بابوات حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وسطر التزام الكرسي الرسولي في تعزيز القيم والحقوق البشرية على الصعيد العالمي، وهو شرط أساسي من أجل توطيد علاقات الصداقة بين الشعوب وتعزيز السلام في العالم.








All the contents on this site are copyrighted ©.