2014-05-05 14:50:39

البابا فرنسيس يستقبل أساقفة بوروندي في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان أساقفة بوروندي في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية وللمناسبة رحّب الأب الأقدس بضيوفه وسلّمهم كلمة جاء فيها: ليعضدانكم الرسولان بطرس وبولس ويقويانكم في خدمتكم الرسوليّة، فهما بإتباعهما ليسوع قد سفكا دماءهما في خدمة الإنجيل ونحن على مثاليهما مدعوون للذهاب إلى أقصى حدود الأمانة للشعب الذي أُوكل إلينا.

تابع البابا فرنسيس يقول: يسعدني أن أشدد على روح الشركة التي تجمعكم بكرسي بطرس، في الواقع إن الوحدة هي شرط أساسيّ لخصوبة إعلان الإنجيل، وأتمنى أن تتعزز في جو من الثقة والتعاون الأخوي. إن بلدكم قد عرف نزاعات رهيبة وشعبكم قد انقصم وجراحه العميقة لم تلتئم بعد، لذلك وحدها عودة القلوب الحقيقيّة إلى الإنجيل يمكنها أن تقود البشر نحو المحبة الأخوية والمغفرة، لأنه "بقدر ما يملك الله بيننا تصبح الحياة الاجتماعية فسحة إخوة وعدالة، سلام وكرامة للجميع" (الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل عدد 180). ليكن إعلان البشارة لشعبكم اهتمامكم الأول لأنه "من أجل نجاح مصالحة حقيقيّة... تحتاج الكنيسة لشهود متجذّرين بالمسيح" (الإرشاد الرسولي التزام أفريقيا عدد 34)، شهود تتطابق حياتهم مع إيمانهم.

أضاف الأب الأقدس يقول: إن الشهود الأوائل المدعوون لعيش هذه التوبة الحقيقية هم الكهنة. ولذلك أشجعكم على الاهتمام بتنشئة الإكليريكيين، وبالإضافة للتنشئة الفكرية الضرورية، على كهنة المستقبل أن ينالوا أيضًا تنشئة صلبة روحية إنسانية وراعوية، في الواقع ومن خلال علاقاتهم البشرية اليومية سيحملون الإنجيل للجميع. لذلك ليكن الحوار الشخصي مع الرب في أساس مسيرة كل دعوة، إذ من خلال هذا الحوار سيتدفّق اندفاع الكاهن الرسولي الذي دُعي بعزم "للخروج" من أجل إعلان الإنجيل.

تابع البابا فرنسيس يقول: إن الأشخاص المكرسين مدعوون أيضًا من خلال حياتهم للشهادة لإيمانهم بيسوع، "إنهم العون الضروري والثمين للنشاط الرسولي ولكنهم  أيضًا شهادة لطبيعة الدعوة المسيحية" (الإرشاد الرسولي التزام أفريقيا عدد 118). كما وأشكر الجمعيات الرهبانية على العمل الذي تقوم به في مجالات التربية الاجتماعية والرعاية الصحية وفي مساعدة اللاجئين المتواجدين بأعداد كبيرة في بلادكم، فهي تظهر "الرباط الثابت بين قبول الإعلان الخلاصي والمحبة الأخوية الفعليّة" (الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل عدد 179). لذلك أدعوكم لترافقوا بالكثير من الاهتمام الحياة الرهبانية التي تنمو بقوة في كنائسكم المحليّة. وأضاف الحبر الأعظم يقول: إن العديد من العلمانيين يساهمون بسخاء في الأعمال الاجتماعية، لذا من الأهمية بمكان تعزيز هذا التعاون الضروري والمثمر بين مختلف القوى الكنسية، بروح تضامن ومشاركة ليكون شعب بوروندي المسيحي مرسلاً بأسره!

وختم البابا فرنسيس كلمته لأساقفة بوروندي في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية بالقول: أيها الإخوة الأعزاء، إن بلدكم قد عرف تاريخًا صعبًا مطبوعًا بالانقسامات والعنف في إطار من الفقر المدقع والمستمرّ، لكن الجهود الشجاعة في إعلان البشارة والتي تبذلونها في خدمتكم الراعوية تعطي ثمار توبة ومصالحة كثيرة، لذلك أدعوكم لكي لا يضعف فيكم روح الرجاء بل لتسيروا بشجاعة إلى الأمام بروح رسولي متجدد لتحملوا البشرى السارة لجميع الذين ينتظرونها ويحتاجونها لكي يكتشفوا رحمة الرب!








All the contents on this site are copyrighted ©.