رسالة الكاردينال توران إلى المشاركين في "مهرجان الأديان" في فلورنسا الإيطالية

"المستقبل يكمن في التعايش المرتكز إلى احترام التنوع، لا إلى سيطرة الفكر الواحد الذي يبدو محايدا نظريا". جاءت هذه الكلمات على لسان رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال جان لوي توران في رسالة فيديو بعث بها إلى المشاركين في "مهرجان الأديان" في نسخته الأولى والذي تستضيفه مدينة فلورنسا الإيطالية من الثاني وحتى الرابع من أيار مايو الجاري حول موضوع "دعونا نلتقي حول ما يقسّمنا". وقال منظمو اللقاء إن هذه المبادرة ترمي إلى التشديد على كون فلورنسا مدينة الحوار والتلاقي والانفتاح، وهي تسير على خطى "العمدة القديس" جورجيو لابيرا.

تطرق الكاردينال الفرنسي في مداخلته إلى فرح مقاسمة العديد من القيم المشتركة التي تجمعنا بأتباع الديانات الأخرى، مع تسليط الضوء على أهمية تخطي الأحكام المسبقة والإقرار بما يفصل بين الأشخاص والشعوب. وهذا الأمر – تابع يقول -  يتطلب من الإنسان أن ينظر في داخله كي يتخلص مما يحمله على الانغلاق على كل حداثة وحقيقة والتعاون مع جميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة، بحثا عن الخير المشترك.

كما اعتبر نيافته أن تبادل الخبرات بين أتباع مختلف الديانات، يفتح الباب أمام اللقاء الديني، ثم لفت إلى الدعوات العديدة التي أطلقها البابا فرنسيس من أجل قيام حوار بنّاء بين الأشخاص المنتمين إلى ديانات مختلفة. وشدد الكاردينال توران على ضرورة أن يحصل هذا الأمر في إطار احترام مواقف الآخرين، حتى غير المؤمنين منهم. وقال: لقد رأينا على مر التاريخ المآسي التي أحدثتها سيطرة الفكر الواحد، وعلى جميع الأشخاص أن يتعاونوا معا في عالم اليوم من أجل خدمة قضيتي العدالة والسلام.