2014-05-01 13:56:00

كرامة الإنسان والعمل في كلمات البابا القديس يوحنا بولس الثاني


احتفالا بعيد العمال في الأول من أيار مايو، وبعد أيام معدودة على إعلان قداسة يوحنا بولس الثاني في أحد الرحمة الإلهية، نسلّط الضوء على ثلاث رسائل عامة كرّسها البابا كارول فويتيوا للشأن الاجتماعي مذكّرا بالعقيدة الاجتماعية للكنيسة وكرامة الإنسان والعمل.

ففي الذكرى التسعين للرسالة العامة "الشؤون الحديثة" للبابا لاون الثالث عشر، كرّس يوحنا بولس الثاني أول رسالة عامة للشأن الاجتماعي بعنوان "العمل البشري" صدرت عام 1981 ويشير فيها إلى أن قيمة العمل الأساسية والأولى هي الإنسان نفسه الذي يمارسه، كما ويذكّر بأن العمل خير للإنسان بل خير لإنسانيّته، لأنه بالعمل لا يحوّل الطبيعة طبقا لحاجاته فحسب، بل يحقّق ذاته كإنسان، ويصير نوعا ما "إنسانا أكثر"، ويشير في رسالته العامة هذه للبعد الشخصي الذي هو ميزة العمل البشري والرباط الوثيق مع الحياة العائلية.

عام 1987 وفي الذكرى العشرين للرسالة العامة "ترقّي الشعوب" للبابا بولس السادس، وجّه يوحنا بولس الثاني رسالته العامة "الاهتمام بالشأن الاجتماعي" للتذكير بأهمية هذه الوثيقة التطبيقية لتعاليم المجمع الفاتيكاني الثاني. يعود البابا فويتيوا ليتأمل بموضوع النمو في الإطار الاجتماعي لتلك الفترة ويشير إلى أن عددا لا يحصى من الرجال والنساء يرزحون تحت عبء البؤس ويقول "ينبغي أن يرتكز النمو الحقيقي إلى محبة الله ومحبة القريب ويسهم في تعزيز العلاقات بين الأفراد والمجتمعات"، مشيرا بالتالي لأهمية التضامن كفضيلة مسيحية.

عام 1991 وفي رسالته العامة الثالثة في الشأن الاجتماعي بعنوان "السنة المائة" يقترح يوحنا بولس الثاني إعادة التأمل مجددا بالرسالة العامة "الشؤون الحديثة" في المئوية الأولى لصدورها، ويذكّر بأن الإنسان هو درب الكنيسة ويسلط الضوء على أهمية العقيدة الاجتماعية للكنيسة مشيرا إلى أن الأنتروبولوجية المسيحية فصل من علم اللاهوت، ومن هذا المنطلق يسوغ القول إن العقيدة الاجتماعية في الكنيسة وعندما تتناول الإنسان وتُعنى بأمره، "تدخل في نطاق اللاهوت، وبخاصة اللاهوت الأدبي". فالبعد اللاهوتي يبدو ضروريا لمواجهة معضلات العيش المشترك في عصرنا، سواء لفهمها أم لحلها.








All the contents on this site are copyrighted ©.