2014-04-29 12:27:46

مؤتمر في روما بعنوان "من يوحنا الثالث والعشرين إلى فرنسيس: يهود ومسيحيون في حوار"


شارك رئيس المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين ورئيس اللجنة المعنية بالعلاقات الدينية مع اليهود الكاردينال السويسري كورت كوخ في مؤتمر نظمته يوم أمس الاثنين في روما جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية حول موضوع "من يوحنا الثالث والعشرين إلى فرنسيس: يهود ومسيحيون في حوار". وقد تخللت الأعمال مداخلة أيضا لمؤسس جماعة سانت إيجيديو أندريا ريكاردي الذي سلط الضوء على علاقة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني مع الجماعة اليهودية خلال حبريته الطويلة. وشارك في المؤتمر أيضا الكاردينال والتر كاسبر الرئيس الفخري للجنة المعنية بالعلاقات الدينية مع اليهود، بالإضافة إلى الحاخام الأرجنتيني أبراهام شوركا، الذي تربطه علاقة صداقة طويلة الأمد مع البابا فرنسيس، وقد اختتم الأعمال بمداخلة حول موضوع "البابا فرنسيس واليهود".

اعتبر الكاردينال كوخ أن ظاهرة معاداة السامية هي آفة صعبة الاستئصال حتى في يومنا هذا، ولهذا السبب بالذات على الكنيسة الكاثوليكية أن تقف دائما في وجه هذه الظاهرة الرهيبة كحليفة وفية لليهودية. وسلط نيافته الضوء على "التحول التاريخي" الذي طرأ على العلاقات بين اليهود والمسيحيين خلال العقود الماضية، بدءا من أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، لاسيما منذ حبرية البابا بولس السادس والأحبار الأعظمين الذين خلفوه والذين عملوا جميعا من أجل تعزيز العلاقات بين الجماعتين. أما الكاردينال كاسبر فسطر من جانبه علاقات التعاون والصداقة التي تجمع بين المسيحيين واليهود وهي أهم بكثير من العدد الهائل للوثائق التي نُشرت بشأن الحوار والاعتراف المتبادل.

هذا وشدد المشاركون في المؤتمر على الدور الهام الذي اضطلع به البابوان القديسان يوحنا الثالث والعشرون ويوحنا بولس الثاني على صعيد الحوار بين المسيحيين واليهود، ولفتوا إلى أن أنجيلو رونكالي عمل على إنقاذ حياة العديد من اليهود في ظل الاضطهاد النازي، كما تمكن كارول فويتيوا من إقامة علاقات صداقة وطيدة منذ صباه مع اليهود، حملته – بعد أن أصبح حبرا أعظم – على اتخاذ قرارات وخطوات لم يسبق لها مثيل في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.

أما الحاخام شوركا فاعتبر من جهته أن البابا الحالي فرنسيس يتمتع بشجاعة روحية كبيرة، وهو واثق بضرورة السير معا من أجل بناء عالم أفضل. هذا فيما شدد السيد ريكاردي على أهمية علاقة البابا يوحنا بولس الثاني مع العالم اليهودي، مشيرا إلى أن مواقف هذا الحبر الأعظم من اليهود لم تكن فكرية وحسب، بل كانت واقعا يتعلق بكيانه كله، كما كان يعتبر أن اليهود الذين قضوا في الهولوكوست كانوا كلهم قديسين. من جهته سلط حاخام روما الأكبر ريكاردو دي سينيي الضوء على البابوين القديسين الجديدين، اللذين ساهما في تعزيز العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية واليهود، لكنه لم يُخف وجود مشاكل وعوائق ينبغي تخطيها على الصعيد اللاهوتي مع أن العلاقات بين الأشخاص تبقى المسألة الأهم. هذا واعتبر الحاخام دايفد روزين من اللجنة الأمريكية اليهودية أننا نسير اليوم في درب كان من المستحيل أن نتصورها لخمسين سنة خلت.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.