2014-04-29 14:34:40

البابا فرنسيس: الجماعة المسيحية هي تناغم وشهادة وخدمة


"على كل جماعة مسيحية أن تقارن حياتها بحياة الجماعة المسيحية الأولى لتتأكد من قدرتها على العيش بتناغم والشهادة لقيامة المسيح وخدمة الفقراء" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من أعمال الرسل وتوقف عند ثلاث علامات تميّز هذه الجماعة: قلبٌ واحد ونفس واحدة كل شيء مشترك بينهم، يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع، ولم يكن فيهم من محتاج إذ يعطى كل منهم على قدر احتياجه. وهذه هي العلامات التي تميّز الولادة الجديدة، فبقيامة يسوع تسلّط الكنيسة الضوء على الولادة من علو، من الروح القدس الذي كان يعطي الحياة لجماعة المسيحيين الأوائل.

تابع البابا فرنسيس يقول: لقد كانوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة. كانوا جماعة سلام، وهذا يعني أنه لم يكن بينهم مكانًا لكلام السوء والحسد والتشهير وإنما للمغفرة والسلام، لقد كانت المحبة تستر كل شيء. وهذا ما يجعلنا نقيّم الجماعة المسيحية: بالنظر إلى تصرفات أفرادها ومواقفهم. هل هم ودعاء ومتواضعون؟ هل تقوم بينهم خلافات على السلطة؟ أو خلافات حسد؟ هل يتحدّثون بالسوء عن بعضهم البعض؟ هل يسيرون على درب يسوع المسيح؟

أضاف الحبر الأعظم يقول: لم تخل حياة الجماعة الأولى من المشاكل، فقد عاشوا أيضًا بعض الصراعات الداخليّة والعقائدية وبعض صراعات السلطة، على سبيل المثال عندما بدأت بعض الأرامل بالتذمر لأنهن كنَّ يُهمَلنَ في خِدَمةِ تَوزيعِ الأَرزاقِ اليَومِيَّة، فدعا الاثنا عشر التلاميذ واختاروا منهم سبعة رجال ليقوموا بهذا العمل. وبالرغم من هذه الصراعات لم يتغيّر الطابع الأساسي لهذه الجماعة المولودة من الروح القدس: جماعة وفاق وشاهدة للإيمان على جماعاتنا اليوم أن تقارن نفسها بها.

تابع الأب الأقدس يقول: هل تشهد جماعاتنا على قيامة المسيح؟ هل تؤمن رعايانا وجماعاتنا وأبرشياتنا بأن يسوع المسيح قد قام حقًّا؟ أم تعلن قيامته بالقول فقط بينما تبقى هذه القيامة بعيدة عن القلب. وحدها الشهادة ليسوع الحي بيننا يمكنها أن تشير إلى صدق حياة الجماعة.

أما العلامة الثالثة التي تقاس بها حياة الجماعة المسيحية هي الفقراء، وتوقف البابا فرنسيس عند مقياسين الأول: كيف هو تصرف الجماعة وموقفها تجاه الفقراء؟ والمقياس الثاني: هل هذه الجماعة فقيرة؟ هل هي فقيرة القلب والروح؟ أم تضع ثقتها في الغنى والسلطة؟ فالذي يميّز الجماعة تابع الأب الأقدس يقول هو التناغم والشهادة، الفقر وخدمة الفقراء، وهذا ما شرحه يسوع لنيقوديموس بحديثه عن الولادة من علو لأنه وحده الروح القدس قادر على تحقيق هذا كلّه. والروح القدس هو الذي يصنع الكنيسة لأن الروح يصنع الوحدة، الروح يدفعك للشهادة، الروح القدس يجعلك فقيرًا لأنه الغنى بذاته ويجعلك تهتم بالفقراء. وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: ليساعدنا الروح القدس لنسير في درب الذين يولدون مجددًا بقوة المعموديّة!"








All the contents on this site are copyrighted ©.