2014-04-28 15:57:43

رسالة البابا فرنسيس إلى شباب بوينوس آيرس بمناسبة يوم الشباب الإقليمي


بمناسبة الاحتفال بيوم الشباب الإقليمي في بوينوس آيرس، والذي يهدف إلى "استعادة القوة" الضروريّة "لنصبح حاملي إيمان على دروب الحياة" كما شرح المطران أوسكار أوخيا المسؤول عن راعوية الشباب في أبرشية بوينوس آيرس، وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو استهلها بالقول: أيها الشباب الأعزاء، أحييكم وأتمنى لكم فصحًا مجيدًا! لقد كنت أفكر فيما سأقوله لكم بينما كنت متوجهًا لتسجيل هذه الرسالة، فأتت إلى فكري صور بعض الشباب من الإنجيل الذي التقوا بيسوع أو تحدثوا معه. فكرت بالرسل، وبالشاب الغني كما وفكرت أيضًا بالشاب الذي أخذ حصته من ميراث أبيه وخرج بحثًا عن حياة جديدة، وبالشاب ابن الأرملة الذي أقامه يسوع من الموت.

تابع البابا فرنسيس يقول: لقد كان الرسل بعمر الشباب عندما التقوا بيسوع وتأثروا بشخصيته ودُهشوا وخرجوا مسرعين إلى أصدقائهم يخبرونهم "لقد وجدنا المسيح! ذلك الذي تحدث عنه الأنبياء!" هذه هي نتيجة اللقاء بيسوع! لكن الرسل ضعفوا بعدها فبطرس أنكره ويهوذا خانه والآخرون هربوا. وهذا يعني أنه بعد اللقاء بيسوع هناك جهاد للحفاظ على أمانة هذا اللقاء. وأنا أسأل كل فرد منكم: أنت متى تلتقي بيسوع؟ وكيف كان لقاؤك به؟ هل ما زلت تلتقيه؟

أضاف الأب الأقدس يقول: يأتي إلى فكري شاب آخر، وهو الشاب الغني، ذلك الذي يقترب من يسوع ويسأله: ماذا عليّ أن أفعل لأرث الحياة الأبديّة؟ فأجابه يسوع: "أحفظ الوصايا"، فقال له: "حفظتها كلّها"، ويخبرنا الإنجيل أن يسوع نظر إليه وأحبه، ولذلك قال له: "ينقصك أمر واحد، اذهب وأعط كل ما لك للفقراء وتعال اتبعني لإعلان الإنجيل"، لكن يخبرنا الإنجيلي أن هذا الشاب عاد حزينًا! لقد ذهب حزينًا لأنه كان غنيًّا ولم يرد يترك ممتلكاته من أجل يسوع! ذهب مع ماله وحزنه.

أما الشاب الآخر، تابع الأب الأقدس يقول، فهو ذلك الذي أراد أن يكتب قصة حياته بيده، لقد أراد الابتعاد عن السلطة الوالديّة، فواجه والده قائلاً: "أعطني حصتي من الميراث، لأرحل"، فأخذ حصته وذهب، وبذر ماله بعيش مسرف، ولما انفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك البلاد، واضطر للبحث عن عمل، ولم يجد عملاً إلا في رعاية الخنازير. فبعد أن كان غنيًّا لا ينقصه شيئًا، ويرتاد أفخر الأماكن ويشارك في أفضل الحفلات، أصبح فقيرًا وجاع! لكن الله طيب جدًّا! وهو يسمح بسقوطنا وفشلنا ليحدّث قلوبنا. فالله لم يوبّخ ذلك الشاب ويعاتبه، بل جعله يعود إلى نفسه ويفكّر، يخبرنا الإنجيلي: فَرَجَعَ إلى نَفسِهِ وقال: "كَم مِنَ الأُجراءِ عِندَ أبي، يَفضُلُ الخُبزُ عَنهُم، وأنا هَهُنا أهلِكُ جوعًا! أقومُ وأمضي إلى أبي وأقولُ لَهُ: يا أبي، خَطِئتُ إلى السّماءِ وأمامَكَ. ولا أستَحِقُّ بَعدُ أن أُدعى لَكَ ابنًا. فاجعَلني كأحَدِ أُجَرائكَ!" فَقامَ وجاءَ إلى أبيهِ. وكانت المفاجأة أن والده كان بانتظاره. لقد كان ينتظر عودته منذ سنوات! نقرا في الإنجيل: وفيما كانَ لا يَزالُ بَعيداً، رآهُ أبوهُ، فَتَحَنَّنَ عَليهِ، وأسرَعَ فألقى بِنَفسِهِ على عُنُقِهِ وقَبَّلَهُ طَويلاً... وفي تلك اللحظة اكتشف ذلك الشاب عناق الرحمة!

أضاف الحبر الأعظم يقول: أما الشاب الأخير الذي يحدثنا عنه الإنجيل فهو الابن الوحيد لأرملة نائين، الميت الذي رآه يسوع بينما كانوا يحملونه ليدفنوه، ويخبرنا الإنجيل: فلمَّا رآها الرّبُّ أخَذَتْهُ الشَفَقَةُ عليها، ولذا أقامه من الموت وأعاده إلى أمه. وأنت من تكون؟ هل أنت المتحمس كالرسل الأوائل قبل بداية الطريق؟ أم تريد إتباع يسوع لكنك كالشاب الغني متعلق بأمور كثيرة تمنعك من إتباعه؟ أم أنك كذلك الشاب الذي بذّر أموال أبيه ولكن لقي الشجاعة ليعود إليه ويختبر عناق رحمته؟ أم أنك ميت كابن الأرملة؟ إن كنت ميتًا فاعلم أن الأم الكنيسة تبكيك ويسوع قادر على إحيائك. قل لي أيهم هو أنت؟ قله لنفسك وهذا سيمنحك القوة.

تابع البابا فرنسيس يقول: قد يقلن لي الفتيات أنني أعطيت فقط أمثلة عن الشباب وللشباب، أقول لكن أيتها الفتيات اللواتي تسعين لتعزيز حياتكن بالحنان والأمانة. أنتن تسرنَّ على خطى النساء اللواتي تبعن يسوع في جميع مراحل حياته. فالمرأة تملك ذلك الكنز الكبير في قدرتها على منح الحياة والحنان، السلام والفرح. وهناك مثال واحد لكنَّ: مريم العذراء: امرأة الأمانة التي لم تفهم ما كان يحدث ولكنها أطاعت، وتلك التي ما إن عرفت بأن نسيبتها تحتاجها خرجت مسرعة، إنها سيّدة الجهوزيّة. تلك التي هربت كلاجئة إلى بلد غريب لتنقذ حياة ابنها، تلك التي ساعدت ابنها على النمو ورافقته وعندما بدأ بشارته كانت أول من تبعه. تلك التي كانت بجانب ابنها وتخبره عن الصعوبات التي يواجهها: "أنظُر: لقد نفذ لديهم الخمر". وتلك التي بقيت بقربه عند أقدام الصليب!

فالمرأة تملك قدرة كبيرة على منح الحياة والحنان لا نملكها نحن الرجال! وأنتن نساء الكنيسة! والكنيسة هي أيضًا امرأة كمريم، إنها مكانُكنَّ، والكنيسة هي الإقامة مع يسوع وإنما هي أيضًا منح حنان ومرافقة وسماح للآخر بالنمو. لتقودكنّ مريم العذراء في مسيرتكنَّ! وختم البابا فرنسيس رسالة الفيديو بمناسبة يوم الشباب الإقليمي في بوينوس آيرس بالقول: أتمنى لكم جميعًا أن تعيشوا هذا اللقاء بملئه، وأن تلتقوا بيسوع القائم من الموت! لا تخافوا أنظروا إلى يسوع ومريم وسيروا إلى الأمام!








All the contents on this site are copyrighted ©.