2014-04-28 13:58:43

الكاردينال كوماستري يترأس قداسا احتفاليا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان لرفع الشكر لله على قداسة يوحنا بولس الثاني


ترأس نائب البابا العام على دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال أنجيلو كوماستري قداسا احتفاليا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان صباح اليوم الاثنين لرفع الشكر لله على قداسة البابا يوحنا بولس الثاني. وقد غصت الساحة الفاتيكانية بعشرات آلاف الحجاج القادمين من أنحاء العالم كافة، لاسيما في بولندا مسقط رأس البابا كارول فويتيوا، والذين شاركوا يوم أمس الأحد باحتفال تقديس البابوين يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني. تخللت الذبيحة الإلهية عظة للكاردينال كوماستري قال فيها: في الثامن من أبريل نيسان 2005 كان الكثيرون منا حاضرين في هذه الساحة لإلقاء التحية الأخيرة على البابا يوحنا بولس الثاني. وتساءلنا آنذاك "من هو هذا الرجل، ولماذا أحببناه كثيرا". 

وأضاف نيافته لافتا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية أقرت يوم أمس الأحد بقداسة يوحنا بولس الثاني، واليوم نود أن نرفع الشكر لله، صانع القديسين الذي لا يتعب. ولا بد أن نتذكّر كلمات البابا الراحل الذي كان يحث المؤمنين على الاقتداء بمثل القديسين لا على التصفيق لهم وحسب. ومن هذا المنطلق نتساءل عما تعلمناه من قداسة تلميذ يسوع هذا الذي عاش في القرن العشرين. لقد تسلح يوحنا بولس الثاني بشجاعة الإعلان عن الإيمان بيسوع، ويوم انتخابه حبرا أعظم في السادس عشر من تشرين الأول أكتوبر 1978 أطل هذا البابا من على شرفة البازيليك الفاتيكانية وقال "المجد ليسوع المسيح"، وكانت هذه صرخة إيمانه، وهدف حياته ومحرك حبريته.

وفي الثالث من أبريل نيسان من عام 2006 – تابع الكاردينال كوماستري يقول – حدث البابا الفخري بندكتس السادس عشر المؤمنين في هذه الساحة عن سلفه يوحنا بولس الثاني، وقال إن هذا الأخير ظهر بمظهر صخرة الإيمان على الرغم من الصعوبات التي واجهته والمرض الذي عانى منه. ومن عرفه عن كثب تمكن من لمس هذا الإيمان الراسخ والصلب الذي أذهل معاونيه خلال حبريته الطويلة. هذا ثم توجه نائب البابا العام على دولة حاضرة الفاتيكان إلى المؤمنين الحاضرين في ساحة القديس بطرس قائلا لهم: لقد جئنا اليوم إلى هنا لنقول له شكرا! ولننال إرث ومثال إيمانه الشجاع.

لقد تسلح يوحنا بولس الثاني بشجاعة الدفاع عن العائلة، التي هي مخطط الله المكتوب في سفر الحياة. لقد دافع عن الأسرة في وقت كانت تواجه فيه تعديا خطيرا. وقد أكد أن الكنيسة تُدرك جيدا أن خيرها وخير المجتمع مرتبطان ارتباطا وثيقا بخير العائلة، وهي تشعر بالتالي بأهمية رسالتها ألا وهي أن تعلن على الجميع مخطط الله بشأن الزواج والعائلة.

كما تمتع هذا الحبر الأعظم القديس بشجاعة الدفاع عن الحياة البشرية – كل الحياة البشرية – في زمن كانت تنتشر فيه ثقافة الإقصاء، كما سبق أن أشار في أكثر من مناسبة البابا الحالي فرنسيس. وقد شكلت الرسالة العامة للبابا فويتيوا "إنجيل الحياة" صرخة من أجل الدفاع عن الحياة، وتنتهي هذه الوثيقة بصلاة جميلة إلى مريم العذراء، التي أوكل يوحنا بولس الثاني إلى شفاعتها "قضية العائلة"، سائلا إياها أن تلتفت بالأطفال الذين "يُجهضون" وبالفقراء وبالرجال والنساء ضحايا العنف وبالمسنين والمرضى الذين تقتلهم اللامبالاة. كم هي واقعية وآنية هذه الكلمات. إنها إرث ثمين!

تابع الكاردينال كوماستري يقول: إن يوحنا بولس الثاني تمتع أيضا بشجاعة الدفاع عن السلام، في أزمنة كانت تقرع فيها طبول الحرب. فقد حاول في عامي 1991 و2003 أن يحول دون نشوب حربين في الخليج. لم تلق نداءاته آذانا صاغية، لكنه لم يكل من الدعوة إلى السلام. وفي السادس عشر من آذار مارس 2003 ذكّر الجميع بأن الحرب لا تحل المشاكل بل تضاعفها.

وكانت لدى البابا فويتيوا شجاعة التوجه إلى الشبيبة ليحررها من ثقافة الفراغ وليحثّها على قبول المسيح، نور الحياة الوحيد والقادر وحده على إعطاء القلب البشري ملء الفرح. وقد رأى فيه شبان العالم كله أبا حقيقيا، وقدوة أصيلة ومربيا وفيا. وفي وقت كانت تشهد فيه الكنيسة أزمة دعوات إلى الحياة الكهنوتية، تسلح البابا يوحنا بولس الثاني بشجاعة عيش فرح أن يكون كاهنا أمام العالم كله، فرح الانتماء إلى المسيح وتكريس ذاته بالكامل من أجل ملكوت الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.