2014-04-25 14:24:09

كلمة البابا فرنسيس لأساقفة جنوب أفريقيا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الجمعة أساقفة جنوب أفريقيا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية وللمناسبة سلمهم رسالة كتب فيها: يعلمنا الإنجيل أن بذور الكلمة، إذا زرعت، تنمو من تلقاء نفسها حتى ولو نام الزارع، متممة بذلك "ما تشاء بطرق تفوق حساباتنا ومنطقنا" (الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، عدد 22).

تابع الأب الأقدس يقول: على الرغم من التحديات العديدة، تتبارك بلدانكم بازدهار رعاياها بالرغم من بعض المعاكسات الكبيرة: كالمسافات البعيدة بين الجماعات، وندرة الموارد المادية ومحدودية فرص منح الأسرار. أنا أعلم أنكم تدربون الشمامسة الدائمين في بعض الأبرشيات، لمساعدة الإكليروس حيث قل عدد الكهنة. كما وهناك جهود جماعية لتجديد وتعميق تنشئة معلمي التعليم المسيحي الذين يساعدون الأمهات والآباء في تنشئة الأجيال القادمة على الإيمان. لذا، ليكن الكهنة والمكرسين والمكرسات قلب واحد في خدمتهم لأبناء وبنات الله الأكثر ضعفًا.

أضاف البابا فرنسيس يقول: لقد تحدثتم عن بعض التحديات الراعوية الخطيرة التي تواجه جماعاتكم. كانخفاض عدد الأطفال في العائلات الكاثوليكية، وانخفاض عدد الدعوات الكهنوتية ودعوات الحياة المكرسة، وابتعاد بعض الكاثوليك عن الكنيسة والتحاقهم بجماعات أخرى تعدهم بأشياء أفضل. كما تحدثتم أيضًا عن الإجهاض الذي يضاعف حزن العديد من النساء اللواتي يحملن بالإضافة إلى الجروح الجسدية والروحية العميقة ضغوط ثقافة علمانية تحطُّ من قيمة عطية الله للحياة الجنسية والحق في الحياة للأطفال الذين لم يولدوا؛ أضف إلى ذلك، ارتفاع معدل الانفصال والطلاق حتى في العديد من العائلات المسيحية، فلا ينمو الأطفال غالبًا في بيئة مستقرة. كما ونلاحظ أيضا بقلق بالغ، ازدياد العنف ضد النساء والأطفال. في الواقع إن هذه الحقائق كلها تهدد قدسية الزواج، واستقرار الحياة العائلية وبالتالي حياة المجتمع بأسره. لذا وفي خضمّ هذا البحر من الصعوبات، لا بد لنا نحن الأساقفة والكهنة أن نقدم شهادةً لتعاليم الإنجيل الأخلاقية. وأنا واثق بأنكم لن تضعفوا في تصميمكم على قول الحقيقة "بِوَقتها وبِغَيرِ وَقتِها" ( 2 تيم 4، 2)، ودعمها بالصلاة والتمييز والمحبة.

تابع الحبر الأعظم يقول: يمكن لمعظم شعوبكم أن تتماهى مع يسوع الفقير والمهمش والذي لم يكن لديه موضعًا يسند إليه رأسه. لذا أسألكم في معالجتكم لهذه الاحتياجات الراعوية، أن تقدموا، بالإضافة إلى الدعم المادي الذي تقدمونه، دعمًا روحيًا أكبر، متيقنين أن غياب المسيح هو أسوء أشكال الفقر، ولذلك نحن بحاجة أيضا إلى إيجاد طرق جديدة ومبتكرة لمساعدة الناس للقاء المسيح من خلال فهم أعمق للإيمان. وأضاف البابا فرنسيس يقول: لقد لعبتم مع الكهنة والرهبان ومعلمي التعليم المسيحي دورًا حيويًّا في نمو جماعاتكم، ومن الضروري أيضًا أن تتلقى هذه الجماعات منكم التشجيع والدعم، وخاصة من خلال تطوير برامج تنشئة مستدامة مترسخة في كلمة الله، وتنشئة الأطفال والبالغين على حياة الصلاة والأسرار.

لقد لاحظت أيضا القلق الذي أعربتم عنه حول تداعي الأخلاق المسيحية، بما في ذلك النمو المتزايد للمؤامرات والفساد. وهذه مسألة تحدثتم عنها بشكل نبوي في رسالتكم الراعوية حول الفساد، إذ أشرتم أن "الفساد هو السرقة من الفقراء ... وهو يؤذي الأكثر ضعفا ... يضر المجتمع كله ... ويدمر ثقتنا". لذا فالجماعة المسيحيّة مدعوة لتشهد لفضائل الصدق والنزاهة، لنتمكن من الوقوف أمام الرب، وإخوتنا، بكفين نقيّين وقلب طاهر (راجع مز 24، 4) كخميرة الإنجيل في حياة المجتمع.

وختم البابا كلمته لأساقفة جنوب أفريقيا بالقول: أيها الإخوة الأعزاء، لقد عبّرت في الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل عن أملي بأن يبدأ جميع المسيحيين فصلاً جديدًا من البشارة مطبوعًا بفرح الإنجيل، ويبحثوا عن "مسارات جديدة لمسيرة الكنيسة خلال السنوات المقبلة" (الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، عدد 1). وهذا هو الوقت المناسب لإعادة إحياء عطية الإيمان الثمينة ولتجديد خدمتكم لشعب الله! ليعضدكم قديسو أفريقيا بشفاعتهم. ولترافقكم دائمًا العذراء مريم سيدة أفريقيا وتقودكم في مشاركتكم لرسالة المسيح  في التعليم والتقديس والتدبير.








All the contents on this site are copyrighted ©.