كلمة البابا فرنسيس في ختام رتبة درب الصليب

ترأس قداسة البابا فرنسيس عند التاسعة والربع من مساء الجمعة العظيمة رتبة درب الصليب في الملعب الروماني القديم الكولوسيوم، وفي ختام الرتبة وأمام حشد غفير من المؤمنين، وجه البابا كلمة استهلها بالقول: لقد وضع الله على صليب يسوع كل ثقل خطايانا وكل الظلم الذي يقوم به كل قايين ضد أخيه، مرّ خيانة يهوذا وبطرس وكل غرور المقتدرين وكبرياء الأصدقاء المخادعين. لقد كان صليبًا ثقيلاً كَليل الأشخاص المتروكين، تقيلاً كموت الأشخاص العزيزين على قلوبنا، ثقيلاً لأنه يُلخّص كل فظاعة الشرّ.

تابع الأب الأقدس يقول: لكنّه أيضًا صليب مجيد كفجر ليل طويل لأنه يجسّد محبة الله كلها والتي تفوق شرورنا وخياناتنا. بالصليب نرى وحشيّة الإنسان عندما يسمح للشرّ بأن يقوده، لكننا نرى أيضًا عظمة رحمة الله الذي لا يعاملنا بحسب خطايانا وإنما بحسب رحمته. وأمام صليب يسوع يمكننا أن نلمس بأيدينا محبة الله الأزلية لنا. أمام الصليب نشعر بأننا "أبناء: وليس مجرّد "أشياء" كما يقول القديس غريغوريوس النزينزي في إحدى صلواته.

وختم الأب الأقدس كلمته بالقول: يا يسوعنا قدنا من الصليب إلى القيامة وعلمنا أن الكلمة الأخيرة ليست للشرّ وإنما للحب والغفران. أيها المسيح علمنا أن نعلن: أمس صلبت مع المسيح واليوم أتمجد معه. أمس مت معه واليوم اشترك في قيامته. أمس دُفنت معه واليوم أستيقظ معه من رقاد الموت. لنتذكر المرضى وجميع الأشخاص المتروكين تحت ثقل الصليب لكي يجدوا في تجربة الصليب هذه قوة الرجاء، رجاء القيامة ومحبة الله.