2014-04-11 13:37:05

البابا يشجع المشاركين في الحوار الوطني الفنزويلي على التسلح بشجاعة الغفران والرحمة


"العنف لا يفضي أبدا إلى السلام، أطلب منكم شجاعة الغفران والرحمة". هذا ما قاله البابا فرنسيس في رسالة بعث بها إلى المشاركين في اللقاء الأول لتحقيق السلام في فنزويلا بين الحكومة والمعارضة، والذي جاء بعد شهرين من أعمال العنف التي حصدت قرابة الأربعين قتيلا. وقد قرأ الرسالة على الحاضرين السفير البابوي في كاراكاس المطران ألدو جوردانو. اعتبر الحبر الأعظم في رسالته أن العنف لا يقدر أبدا على تحقيق الرخاء في أي بلد، لأن العنف لا يولّد سوى العنف.

ورأى البابا أنه من خلال الحوار، يمكن إعادة اكتشاف القاعدة المشتركة والمتقاسمة التي تؤدي إلى تخطي الصراع الراهن والاستقطاب الحاصل ـ اللذين ولّدا جراحا كبيرة في جسم فنزويلا ـ من أجل البحث المشترك عن أشكال جديدة من التعاون. كما عبر الحبر الأعظم عن امتنانه من الدعوة التي وُجهت للكرسي الرسولي للمشاركة في عملية الحوار والسلام في البلاد، وتوجه إلى المشاركين في اللقاء، ومن بينهم رئيس البلاد مادورو، قائلا: أود قبل كل شيء أن أعرب عن قربي منكم بواسطة الصلاة، كيما يحمل اللقاء والعملية السلمية ثمار المصالحة والسلام، وهما هبتان نسأل الله أن يمنحهما للشعب الفنزويلي.

هذا ثم لفت البابا فرنسيس إلى قلقه حيال الأوضاع الراهنة في البلاد، معربا عن قربه من أبناء فنزويلا كافة، خاصا بالذكر ضحايا أعمال العنف وعائلاتهم. وأكد أيضا أن مختلف الأطراف الفنزويلية تتقاسم المحبة تجاه الوطن والشعب، بالإضافة إلى المخاوف المرتبطة بالأزمة الاقتصادية والعنف والجريمة، وشدد أيضا على أن الجميع يتقاسمون الإيمان بالله والرغبة في الدفاع عن الكرامة البشرية. وهذا الأمر يدفع الكل إلى السير في درب الحوار شرط أن يرتكز إلى ثقافة لقاء حقيقية وأصيلة، تدرك ضرورة أن تطغى الوحدة دائما على الصراع.

وختم البابا فرنسيس رسالته إلى المشاركين في اللقاء مسطرا أهمية أن يكون الإقرار بالآخر واحترامه في صلب أي حوار صادق، مع التشديد على بطولة الغفران والرحمة اللتين تحرران الإنسان من الحقد والضغينة وتفتحان أمامه طريقا جديدة فعلا. هذه الطريق طويلة وشاقة، تتطلب الصبر والشجاعة لكنها وحدها قادرة على تحقيق السلام والعدالة. ولا بد أن يتسلح الفنزويليون بهذه الشجاعة من أجل خير الشعب كله ومستقبل البنين.








All the contents on this site are copyrighted ©.