2014-04-11 13:37:12

البابا يستقبل وفدا من المكتب الدولي الكاثوليكي للطفولة ويؤكد رفضه لأي شكل من أشكال الاختبار التربوي مع الأطفال


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في الفاتيكان وفدا من المكتب الدولي الكاثوليكي للطفولة. وجه الحبر الأعظم لضيوفه الثمانية كلمة استهلها شاكرا إياهم على هذا اللقاء وعلى التزامهم لصالح الأطفال الذي يعبّر بشكل واقعي وملموس عن تفضيل الرب يسوع لهم. ولا بد أن تُمنح الميزات إلى الأطفال والعجزة في أي مجتمع متين وثابت لأن مستقبل الشعب هو بيدهم. تابع البابا يقول إن هذه الهيئة أبصرت النور من رحم الكنيسة، انطلاقا من تدخّل البابا بيوس الثاني عشر للدفاع عن الطفولة غداة الحرب العالمية الثانية. ومنذ ذلك التاريخ التزم المكتب في الدفاع عن حقوق القاصرين، وأسهم أيضا في التوصل إلى معاهدة الأمم المتحدة حول حقوق الطفولة للعام 1989، كما أن هذه الهيئة تتعاون بشكل مستمر مع مكاتب الكرسي الرسولي في نيويورك وستراسبورغ وجنيف. هذا ثم سأل البابا المغفرة نيابة عن بعض الكهنة الذين ألحقوا الضرر بالأطفال، بسبب التعديات الجنسية! وقال: إن الكنيسة تدرك هذا الضرر الشخصي والمعنوي. ولا بد أن نكون أقوياء جدا لأنه لا يسعنا التلاعب مع الأطفال.

ومضى الحبر الأعظم إلى القول: لا بد ان نُطبق في يومنا هذا برامج ضد تشغيل الأطفال وتجنيدهم وتعرضهم لشتى أنواع العنف. كما لا بد من التأكيد على حق الطفل في النمو في كنف عائلة، مع أب وأم قادرين على خلق بيئة ملائمة لنموه ونضوجه العاطفي. وهذا يتطلب في الوقت نفسه تعزيز حقوق الوالدين في تربية أبنائهم من الناحيتين الخلقية والدينية، ومن هذا المنطلق ـ قال البابا ـ أود التأكيد على رفضي لأي شكل من أشكال الاختبار التربوي مع الأطفال كما لا يمكننا أن نختبر شيئا مع الأطفال والشبيبة.

واعتبر الحبر الأعظم أن فظائع "التلاعب التربوي" التي عشناها في ظل الدكتاتوريات الكبيرة المجرمة في القرن العشرين ما تزال قائمة تحت أشكال ومقترحات مختلفة تدفع الأطفال والشباب في السير على طريق دكتاتورية "الفكر الواحد". كما سطر البابا أهمية التنشئة الأنثروبولوجية والاستناد إلى واقع الشخص البشري، ومعرفة التجاوب مع المشاكل والتحديات التي تطرحها الثقافات المعاصرة والذهنية المنتشرة بفضل وسائل الإعلام. ولا بد من مواجهة التحديات الجديدة التي تطرحها الثقافة الجديدة بواسطة القيم الإيجابية للشخص البشري.

ختاما سأل البابا ضيوفه أن يوفروا للقادة والعاملين في هذا المجال تنشئة دائمة حول أنثروبولوجية الطفولة لأن إليها تستند الحقوق والواجبات، وعليها تعتمد المشاريع التربوية، التي ينبغي أن تتقدّم وتنضج وتتلاءم مع علامات الأزمنة، مع احترام الهوية البشرية وحرية الضمير على الدوام. هذا وبعد أن شكر البابا فرنسيس ضيوفه على نشاطهم استحضر إلى أذهانهم صورة عائلة الناصرة عندما هربت إلى مصر وقال علينا أن نهرب أحيانا لنحمي الأطفال، وأحيانا أخرى علينا أن نناضل من أجلهم. لكن ينبغي أن نفعل كل ذلك بلطف وحنان.








All the contents on this site are copyrighted ©.